اساسيات علم الحروف

الاوفاق

الاوفاق جمع وفق و الوفق في لغة اهل الحروف الجدول او المربع او اللوح ويسمى أيضا الخاتم هو جدول يتكون من عدد معين من الخانات افقياً ومثلها عامودياً وتتوافق اعدادها واحرفها وتسـتوي في الاقطـار والزوايا وعـدم التكرار لتنتج مفعولاً خـارج عن الاسباب العادية و قوة روحانية وتختلف اســماء الاوفاق بحســب عدد اضلاعها ففي الحال التي يكون عددها ثالثا يسمى الوفق مثلثا وفي حال الاربعة مربعا وهكذا الى المعشر الذي هو المشـكل من عشـــر خانات عامودية وعشر افقية.

يبنى هذا العلم على دراســة طبائع الحروف وأســرارها وما يقابلها من أعداد، ولكل حرف تبعا لهذا العلم وزن ورقم يقابله، ويؤمن المشـتغلون بهذا العلم بقوته وتأثيره ويقولون إن بالإمكان استخدامه تبعا لما يسمونه بالوفق أي التوفيق بين الحروف والأرقام وبين الكلمات وأوزانها



ويسمى هذا العلم باسـم علم الحرف، ويقول المشـتغلون به إنه علم واسـع له تطبيقات كثيرة اسـتفاد منها الإنسان على مر الزمان وهو علم منتشـر في كل أنحاء العالم، ويرى هذا العلم أن الكون منظم بدقة وكل شــــيء يتشكل ويدور فيه بمقدار تحدده الارقام التي قد تحمل بعضـاً منها قوة روحانية تبعـا لمـا تعنيه، وهو أبضاً في عرف هؤلاء علم بـاطني لا يسهل العمل به الا لمن منح الحكمة والقبول من الله عز وجل.



و يستند هذا العلم على إعطاء قيمة عددية معينة لكل حرف من حروف الأبجدية وهي قيمـة تمثـل قوة الحرف أو روحـه و يمكن أن يكون للحروف قيم أخرى و لكنها كلها تعتمد على الترقيم الاول لاســـتنباطها و العمـل بهـا، وعنـد دمج هـذه الحروف لصـنع الكلمـة تكون قوة هـذه الكلمة مسـاوية لمجموع قوة الحروف التي تشـكلها، ويكون لهذه الكلمة تأثير على الأشياء بصـورة كبيرة وعند تجميع الكلمات يصبح تأثيرها أقوى وأشــــد ، ويؤمن أصحاب هـذا الرأي أن التأثير يكون أقوى لو اسـتخرجت اسـماء الملائكة الموكلة بهذه الحروف و كتابة اسمائهم حول الوفق من الجهات الاربعة.




وينسب بعض المشتغلون بهـذا العلم للأمام علي بن ابي طـالـب (عليه السلام) أســـاس علم الحرف هو إن لكل حرف قيمة عددية معينة تكون صـــفة لهـذا الحرف أو مـا يسـمى روحـه وهي على ترتيب أبجـد هوز حطي كلمن.. الخ.




طريقة الجُمل، أو الحسـاب الأبجدي ، هي اسـم لحسـاب مخصـوص، وذلك أنهم عينوا من حروف: أبجد هوز حطي كلمن ســــعفص قرشــــت ثخذ ضــظغ، وهي جامعة جميع حروف الهجاء، جعلوا من (الالف) إلى (الطاء (المهملـة أي غير المنقوطـة الاحـاد التســــعـة المتوالية، ومن (الياء) المثنـاة أي بنقطتين إلى (الصاد) للعشرات، ومن (القاف) إلى الظاء المعجمة أي المنقوطة، لأحاد المئات التسع، وعينوا (الغين) الى الالاف .

في کتابه ابجد العلوم ذکر عدة تعاریف لعلمـاء اهـل الســــنـة في علم الاوفـاق

ننقلهـا منـه، حیـث قـال تحـت عنوان علم الحروف والسيمياء ما نصه: » قال الشیخ داود الانطاکي وهو عالم باحث عن خواص الحروف أفراداً وترکیباً وموضوعه الحروف الهجائیة ومادته الاوفاق والتراکیب وصورته تقســیمها کما وکیفا وتألیف الاقســام والعزائم وما ینتج منها وفاعله المتصـــرف وغایته التصـــرف على وجه یحصـــل به المطلوب إیقاعاً وانتزاعاً ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والتنجيم.

في مقدمة ابن خلدون في الفصل التاسع والعشرون قال

علم أسـرار الحروف وهو المسـمى لهذا العهد السـیمیاء نقل وضـعه من الطلســمات إلیه في اصــطلاح أهل التصــرف من المتصــوفة فاســتعمل اسـتعمال العام في الخاص وحدث هذا العلم في الملة بعد الصـدر الأول عند ظهور الغالة من المتصــــوفة وجنوحهم إلى کشــــف حجاب الحس وظهور الخوارق على أیدیهم والتصرفات في عالم العناصر..الخ.

ذکر صـدیق حسـن خان في "أبجد العلوم" ناقلاً عن الارنیقي صاحب "مدینة العلوم"

»قـال في مـدینـة العلوم علم أعـداد الوفق والوفق جـداول مربعـة لهـا بیوت مربعـة یوضــــع في تلـك البیوت أرقـام عـددیـة أو حروف بـدل الأرقام بشرط أن یکون أضالع تلك الجداول وأقطارها متساویة في العدد وأن لا یوجـد عـدد مکرر في تلـك البیوت وذکروا أن اعتـدال الاعـداد خواص فائضــــة من روحانيات تلك الاعداد والحروف وتترتب عليها آثار عجیبة وتصـرفات غريبة بشـرط اختيار أوقات متناسـبة وسـاعات شریفة .



وهذا العلم من فروع علم العدد باعتبار توقفه على الحسـاب ومن فروع علم الخواص باعتبار آثاره قال: وفي هذا العلم کتب کثیرة أحســنها: کتاب "شــمس الافاق في علم الحروف والاوفـاق" و "بحر الوقوف في علم الاوفـاق والحروف"

ذکر الشـــیخ احمد البوني في اوائل کتاب شـــمس المعارف الکبری

فصـل في ذکر الحروف المعجمة إذ هي أصـول الکلام وأسـاسـه وبها یرتفع بنـاؤه: واعلم أن للاعـداد أســــرارا کمـا للحروف آثـارا وأن العـالم العلوي یمـد العـالم الســــفلي فعـالم العرش یمـد عـالم الکرســــي وعـالم الکرســــي یمـد فلـك زحـل وفلـك زحـل یمـد فلـك المشــــترى وفلـك المشــــترى یمـد فلـك المریخ وفلـك المریخ یمـد فلـك الشــــمس وفلـك الشمس یمد فلك الزهرة وفلك الزهرة یمد فلك عطارد وفلك عطارد یمـد فلـك القمر وفلـك القمر (قلـت: وذکر إلى اخر الافلاك والنجوم والطقوس و هو کلام طویل ثم ذکر اســـتعمالات الحروف من أســـماء النجوم فقـال:-) وأمـا تصریف فلـك الزهرة فلـه حرف الزاي ولـه من الاوفاق المســـبع وأما تصـریف فلك عطارد فله من العدد ثمانیة وهو حرف الحاء وله من الاوفاق المثمن وأما تصـــریف فلك القمر فله من العدد تسـعة وهو حرف الطاء وله من الاوفاق المتسـع وزحل له المثلث المشهور بین العلماء فافهم ذلك.

وقال طاش کبری زاده تحت عنوان علم أعداد الوفق، ما نصه

»والوفق جـداول مربعـة لهـا بیوت مربعـة، یوضـع في تلـك البیوت أرقام عددیة، أو حروف بدل الارقام، بشـــرط أن يكون أضـــالع تلك الجـداول و أقطـارهـا متساوية في العـدد و أن لا یوجـد عـد د مکرر في تلك البیوت. وذکروا أن لاعتدال الاعداد خواص فائضـة من روحانية تلـك الاعـداد أو الحروف. ویترتـب علیهـا آثـار عجیبـة، وتصريفـات غریبة، بشرط اختیار أوقات مناسبة وساعات شریفة. وفي هذا العلم کتب کثیرة نافعة في الغایة معروفة عند أهل هذا الشــأن وهذا العلم من فروع علم العدد من حیث حســاب الاعداد، ومن فروع علم الخواص من حیث آثاره ومنافعه. «