/> الرياضات الروحية والطقوس الشيطانية

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

الرياضات الروحية والطقوس الشيطانية

سؤال

سؤال مقدم الى مكتب الشيخ السند: اطلعت على جواب مفصل سابق لجنابكم حول ما يسمى بـ (علم الطاقة) و (الرياضة الروحية)، والذي فهمته أنكم ربطتم هذا العلم بالشياطين والجن فقلتم: (هي طقوس ومراسم مؤدية للارتباط الروحي مع أرواح الشياطين وأرواح الجن).

والحال أن بعض المتخصصين في مجال علم الطاقة - من أهل التدين لما استعرضوا جوابكم المطول استغربوا كثيرا، حيث أنهم نفوا أن تكون مبادئ هذا العمل معتمدة بشكل أو بآخر بالجن وغيره، فإن قانون الجذب عندهم أو التخاطر أو تأثير المشاعر السلبية والإيجابية على واقع الحياة أمر علمي وله تفسيراته العلمية.


كما أن جلسات التأمل واليوغا هي حالة من طلب الصفاء الروحي، وأثبتت الدراسات العلمية أن ذلك له تأثير كثير في كون الإنسان إيجابيا وبالتالي سيؤثر بإيجابية على الآخرين، فما ربط الجن والشياطين بذلك؟ وإذا كان بعض المشعوذين يستغل مبادئ هذا العلم لأغراض شريرة، فإن في كل علم هناك من الأشرار من يستغلها استغلالاً سيئا، فلا يكون ذلك مدعاة لذم نفس العلم.


هناك مشكلة واحدة - كما ذكر المتخصصون تحتاج إلى حل نعم وهي أن الملحدين يحتجون على الموحدين: بأنه لا حاجة إلى عبادة الله والانقطاع إليه، فإن الإنسان إذا وجه طاقته نحو الخير حصل الخير والعكس بالعكس، فهم يترجمون (تفاءلوا بالخير تجدوه) و (كما تدين تدان) و (شبيه الشيء منجذب إليه) على أنها سنن كونية وقوانين طبيعية، فمن هذه الناحية أعني ادعائهم الاستغناء عن الله - نحتاج إلى جواب معتمد على قواعد عقلية لردهم، ولا ربط للجن أصلا - لا من قريب ولا من بعيد.


مولانا الأجل، هذه خلاصة أشكال بعض المتخصصين في مجال علم الطاقة من أهل التدين على جوابكم السابق حول علم الطاقة والرياضة الروحية، أحببت نقله لكم بانتظار ردكم الكريم.


الجواب

لو يدقق في المقال الذي نشر، حيث قد بينا المراد من تهيأ من يزاول الرياضات عموما للارتباط بالشياطين ما لم يكن هناك عاصم من الطقوس الدينية، وقد أشارت إلى ذلك جملة مستفيضة من طوائف الآيات والروايات كروايات المعراج وغيرها وأحاديث قدسية نظير ما مضمونه «أن من زهد في الدنيا يؤتيه الله الحكمة مؤمنا كان أم كافرا»، والمراد بالحكمة القدرة في الملكوت النازل، ولا يخفى أن الكافر يوظف ذلك في الشيطنة والشياطين كما هو الحال في إبليس اللعين، وذلك لعدم سلوكه العبادة موجها وجهه لله تعالى.


قد تحقق من ارتباط الكثير ممن يزاول الرياضات الروحية - كالتنويم المغناطيسي والخلع الروحي وأي رياضة تسلك الغوص الروحي من دون توظيفها في العبادات الشرعية - ارتباطهم بالشياطين، نعم، هذا الارتباط لا يشعر به المرتاضين بنحو مركز ولا بالتفات مركب وإن تحتسسوه ارتكازا بسيطاً روحياً، كما أن الحال كذلك في جانب الرياضات الشرعية كالزيارة والصلاة والوضوء وغيرها لا يشعر الآتي بها بما يتفاعل به روحياً من ارتباطات مع الأنوار الإلهية بنحو مركز وبالتفات مركب، بل يشعر ويتحسس ببعض الآثار من الراحة والسكينة الروحية.


نعم، هذه الرياضات الروحية غير الشرعة كرياضة تركيز الخاطر والخواطر وغيرها يحسن ممارستها وتوظيفها داخل الرياضات الشرعية، حيث قد أمر بها كالأمر بإقبال القلب في الزيارة والصلاة، وكالأمر بمصارعة النفس ومواجهتها، والأمر بالتجرع الروحي للغصص والغضب ونحوهما جرعات روحية وأما استعمالها منعزلة عن الطقوس الدينية فيلها الارتباط بالشياطين لا محالة.

انت الان في اول مقال

تعليقات