الجسد الأثيري
هو جسد، من مادة الأثير، ولذلك فهو أرق وأكثر شفافية من الجسد المادي، وذبذبات الجسد الأثيري أعلى من ذبذبات الجسد المادي، ولذلك لا نراه وعندما يترك المرء جسده المادي بظاهرة الموت ينطلق الجسد الأثيري إلى مستواه الأرقى، ويحس الإنسان بجسده الأثيري بعد وفاته أكثر من إحساسه بجسده الفيزيقي عندما كان على الأرض والإنسان يفهم هذه الحقيقة بوضوح عندما ينتقل من عالم الأرض المادي إلى عالم البرزخ.
إن حقيقة النفس البشرية ليست بظاهر الوجود ولكن بالجوهر - باللب - بالقلب - بالحياة - بالروح - بالله أقرب إليك من حبل الوريد إن الروح بقيامها اللانهائي سر من أسرار الله لها مظاهر ومراحل كثيرة. يوجد سلسلة من الأجساد للروح تسمى بأسماء مختلفة مثل الجسد الأثيري والجسد النجمي، ولكن هذه كلها مظاهر، ومتواجدات لروح واحدة.
إن الجسد الأثيري لا يحتوى على عضلات أو عصارات معدية، أو نظام سمعي إن الجسد الأثيري هو الغطاء الذى تعمل به الروح، وتظهر وتتجلى من خلال الجسد الفيزيقي إن لك أجسادا كثيرة، وبحسب تطورك الروحي، فإنك تطرح جانبا الأجساد المختلفة، واحدا تلو الآخر إن طرح الجسد الأثيري في عالم الروح يعتبر موتا آخر وهذا يحدث بعد أن يؤدى دوره تماما مثل الجسد الفيزيقي.
ان الغاية الأساسية للحياة نفسها هي التقدم والتطور والنمو، وفي أثناء تطورك فإنك تطرح الجسد الذى قام بتأدية الغرض منه، وتظهر بالجسد المادي الذي يناسب مرحلة التقدم التي وصلت إليها إن لك جسدا فيزيقيا يتجدد كل سبع سنوات، ولكنك كروح لا يمكن أبدا أن تزول أو تختفى وهذه المعرفة لا تتعارض مع امتداد الحياة، التي هي أساس العقائد السماوية وغيرها.
ويختلف الجسم الأثيري عن الجسد الفيزيقي في سرعة اهتزازه، التي تخرجه عن مدى الاهتزاز الذى تدركه حواسنا. لكن العلماء استطاعوا تصويره بنوعيات معينة من الأشعة، كما أن أصحاب الجلاء البصرى استطاعوا رؤيته. ومهام الجسد الأثيري في الإنسان وغيره، هو حفظ الجسد الفيزيقي من التبدد، لأن الخلايا التي يتألف منها الجسم وتبدو لنا متلاصقة متماسكة هي ليست كذلك. فإذا نظرنا إليها بالمجهر الإلكتروني نجد أنها متباعدة الواحدة عن الأخرى تباعدا يكاد يكون نسبيا كتباعد النجوم بعضها عن بعض، ومع ذلك لا تتفكك ولا تتبدد.
لأن ثمة قالبا أثيريا هو الجسد الأثيري يشدها بعضها إلى بعض ويمنع تحللها واندثارها. والجسد الأثيري هو بمثابة الوسيط، بين الروح والجسد الفيزيقي، نظرا للتباين الكبير بين الاهتزازين. فالجسد الأثيري ينقل إلى الروح أحاسيس الجسد الفيزيقي الواردة من الحواس الخمس الأساسية، وللجسد الأثيري حاسة واحدة تجمع كل القدرات، ويسميها علماء النفس الحاسة السادسة، كما أن الجسد الأثيري ينقل للجسم المادي رغبات الروح ليقوم بتنفيذها.
ويرى بعض الباحثين الروحانيين أن الذات القوية للإنسان تساعد الجسد الأثيري على مقاومة المؤثرات التي تحاول النيل منه. . والذات القوية تكون بتوافق العقل والجسد المادي، وتجنب كل ما هو ضار بالصحة أما الجسد الأثيري السليم فيمكن الحصول عليه وتنميته عن طريق جهاد النفس.
والإنسان المخلص في عمله وعبادته يقيم لنفسه جسما أثيريا مستقرا، مقاومـــا للكائنات الهائمة الشاردة التي ضلت طريقها في المستويات الروحية ويجب الاتجاه إلى الله في دوام في كل البحوث الروحية التي تكشف عن الجوانب الأخرى غير الفيزيقية للإنسان وكل ملكات الإنسان الفيزيقية وغير الفيزيقية ينبغي ممارستها بطريقة منتظمة ومعتدلة تفاديا للمخاطر التي تصاحبها وإذا أدرك الإنسان أنه كائن روحي، وأن جسده الأثيري هو الذى يحرك قيامه المادي، فإن ذلك كفيل بأن يقود العقل إلى قبول صيغة ما من حياة مستقبلية تعطى للحياة مغزى؛ المحال أن تحصل عليه عن أي طريق آخر.
بداية تكون الجسد الاثيري
يبدأ نمو الجسد الأثيري مع نمو الجسد المادي، ابتداء من نمو الجنين في بطن الأم. ويتخلل الجسد الأثيري الجسد المادي كما يتخلل الماء عود الزرع الرطب، ويشغل معه نفس الحيز من الفراغ، على أساس تفاوت مرتبتي الاهتزاز فيما بينهما، أي اختلاف أطوال موجات ذبذباتهما.
والجسد الأثيري هو أداة الوصل بين الجسد المادي وبين الروح الناطقة بمعنى الشرارة القدسية التي تهبنا الحياة ويصل بين الجسد المادي والجسد الأثيري رباط من الضوء يسمى "الحبل السرى الروحي" أو "الحبل الفضي" وهذا الحبل الفضي يظل موصولا بين الجسد المادي والجسد الأثيري عند النوم، حيث يسبح الجسم الأثيري في عوالمه وبحالاته تاركا الجسد المادي نائما دون أن يصيبه اذى حيث يتمكن الجسد الأثيري من استعادة نشاطه المجالات التي يسبح فيها، ويمكن للجسد الأثيري العودة للجسد المادي لحظيا فيستيقظ الإنسان.
وعندما ينقطع الحبل الفضي تحدث الوفاة، ولا يستطيع أي كائن على الأرض في هذه الحالة أن يعيد الحياة إلى الجسد المادي، حيث تتوقف الحياة فيها نهائيا، ويبدأ في التحلل إلى عناصره الأولية التي تكون أصلا منها أما الجسد الأثيري فينتقل إلى مستواه الذى وصل إليه بتطوره عندما كان على الأرض.
وتقول بعض النظريات الثيوصوفية أن الإنسان لا يجوز مقابلا واحدا بل يجوز عدة مقابلات غير منظورة ومتداخلة معا فيما بينها كتداخل أوراق البصلة الواحدة، مع تفاوت رتب الاهتزاز تفاوتا ضخما فيما بينها وبحسب الفقه الثيوصوفى يوجد للإنسان سبعة أجساد متداخلة معا لا جسدين فحسب وهي:
- الجسد العضوي Somatic المكون المادة الكثيفة.
- الجسد الأثيري Etherie، الذي هو مادى أيضا ولكنه غير خاضع للحواس.
- الجسد الكوكي Astral الذي هو في مستوى العالم الكوكبي ومكون من المادة الكوكبية.
- الجسد العقلى Mental الذي هو مركبة الوعى.
- الجسد السبي Causal، الذى هو الجسد العقلى الأعلى، والذي يعمل في مستوى المناطق العلوية من العالم الكوكبي.
- الجسد الروحي Spiritual
- الجسد العام Universal
والجسدان الأخيران يصعب وصفهما بالجسدين في المعنى الشائع لهذه الكلمة لأنهما بالأقرب عبارة عن حالات سامية من الوعي.
تعليقات
إرسال تعليق