/> مراحل تاريخ الباراسايكولوجي

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

مراحل تاريخ الباراسايكولوجي

ضواهر الباراسايكولوجي تاريخياً

مرت ظواهر الباراسيكولوجي بمراحل تاريخية متعددة، اختلطت عبرها بالأسطورة والكهانة والسحر أشد الاختلاط ، فكان من الصعوبة فرز الظواهر الصادقة من الظواهر الكاذبة التي تشكل ركاماً هائلاً من مخلفات قُصور (أو نضال) العقل البشري في السيادة على الطبيعة والحياة وحين بدأ العقل يلتمس تمايزاً محدوداً ـ بين الظواهر الروحية الحقيقية ومُمارسات الكهانة والدجل والخرافة ، بدأت تظهر جهود مؤتلفة بشكل جمعيات متخصصة، لبحث تلك الظواهر، والتحقق منها بأقصى ما يستطيع الإنسان التماسه من وسائل التحقق العلمي بدأت تلك الجمعيات تظهر منذ نهاية القرن التاسع عشر.


الجمعية الفرنسية في باريس

تأسست الجمعية الفرنسية في باريس سنة 1867 باسم «جمعية البحوث السيكو فيزيولوجية » وقد سعت إلى دراسة ظواهر التخاطر، وظهور الأشباح، ومن بين أعضائها علماء بارزين أمثال سللي برودوم، وشارل ريشيه ، وماريلليه، وللجمعية مجلة شهرية تُسمى المجلة النَّفْسيَّة (أو الروحية) يُديرها الدكتور داريكسن، ثم تلتها جمعيات عديدة في أقاليم فرنسا ويُعد الفسيولوجي الفرنسي شارل ريشيه (1850 - 1935) مؤسس الباراسيكولوجي وممثله الرئيسي في فرنسا. وكان يُسميه ما وراء النفس Metapsychique.


وقد عرض النتيجة العامة لأبحاثه الطويلة في هذه المسائل في كتابه الكبير : «بحث في ما بعد النفس»، الذي أهداه إلى ذكرى أستاذيه وصديقيه الشهيرين سير وليم كروكس، وفردريك ما يرز  ويلخص ريشيه الظواهر الأساسية في الميتاسيكك، بثلاثة أنواع هي 

  • التحسس الخفي Cryptesthesio (الألمعية عند القدماء)، وهي ملكة للمعرفة تختلف عن ملكات المعرفة الحسية المعتادة. 
  •  التحريك من بعد، وهي فعل الي يختلف عن القوى الآلية المعروفة، ويتحقق من دون تماس، ومن بعد، في ظروف معلومة على موضوعات أو أشخاص.
  •   الإكتوبلاسميا Ectoplasmie (التجسد المادي عند المؤلفين الأقدمين)، وهي تكوين الموضوعات المختلفة التي - غالباً ـ ما تبدو أنها تخرج من الجسم - الإنساني، وتتخذ هيئة مادية حقيقية (الملابس، الأقنعة، الأجسام الحية).

 يُميز ريشيه أربعة عصور كبرى في تاريخ الباراسيكولوجي
  1.  العصر الأسطوري الذي يمتد إلى مسمر (1778).
  2.  العصر المغناطيسي الذي يمتد من مسمر إلى الأخوات فوكس (1847).
  3.  العصر الروحاني، من الأخوات فوكس إلى وليم كروكس (1847 ـ 1872).
  4.  العصر العلمي الذي بدأه وليم كروكس (1872) . 

ويأمل ريشيه أن يكون كتابه هذا بداية عصر خــامس كلاسيكي  وعلى كُلِّ حال ؛ فإنَّ ريشيه يَعُدُّ كروكس المؤسس الحقيقي لما بعد النفس، بوصفه علماً بالمعنى الصحيح وقد قال عن تجارب كروكس « إنَّها من الجرانيت » وفيما يتعلق بندرة الظواهر الباراسيكولوجية يقول : لو لم يوجد وسيط في العالم غير مدام بيبر فإنَّها تكفي لإثبات التحسس الخفي علمياً.


ويُنبه ريشيه على أنَّ هذا الميدان مازال في أوائله، وقد تنبأ له بمستقبل أرقى وآفاق أعلى، وأن يتجه إلى وضع أخلاق وعلم اجتماع والهيات جديدة ويرفض ريشيه أن تكون (الأرواح) بعثاً للموتى  ولا يرى كيف يمكن إثبات أن الشعور الإنساني يبـقـى بعــد مــوت الـمـخ  بذكرياتـه وشخصيته فإذا كان ثم أرواح  وهذا أمر لا يؤمن به ريشيه - ذوات قوى مستسرة (لا يفهمها أبداً) ومقاصد خفية (لا يفهمها أيضاً) فإنَّ هذه الأرواح ليست مشاعر الموتى، إنها تنتسب إلى عوالم أخرى تختلف عن عالمنا المادي وعن عالمنا المعنوي.


وإذا اتخذت مظاهر إنسانية، فذلك من أجل أن تهين لنا أن نفهمها بعض الفهم والخلاصة أنَّ ريشيه واثق تماماً أنَّه سينبثق عن ما بعد النفس علم دقيق ذات يوم، كما انبثقت الكيمياء عن الصنعة، وعلم الفلك عن علم التنجيم  وسار في هذا الاتجاه أيضاً نيودور فلورنوا (1854 - 1920) ، الذي اشتهر بأعماله في هذا الميدان في العالم كله وكان عنوان كتابه الرئيس في هذا الموضوع « من الهند إلى كوكب المريخ »  يشرح فيه حالة الوسيطة الروحية الآنسة هيلانه سمث التي كانت تعتقد أثناء حالة الرؤية الواضحة والسير في النوم أنها مرة في الهند القديمة، ومرة أخرى في بلاط ماري أنطوانيت، ومرة ثالثة في كوكب المريخ.


ويُعالج فلورنوا ظواهر ما بعد النفس ، موجهاً انتباهه - بشكل خاص - إلى دراسة الشخصية وسوابق الوسيط  وقد قام بذلك ابتغاء تقرير العلاقات بين الأحوال والظواهر الخاصة التي تقوم عليها الأفكار الروحانية من ناحية، وبين التركيب الفيزيائي والنفسي للوسطاء واتجاه حياتهم السابقة، وفيما يتعلق بالطريقة التي على نحوها ينبغي معالجة مشاكل ما بعد النفس، يضع فلورنوا المبدأين الآتيين. 

  1.  مبدأ هاملت ، ويقول إنَّ كُلَّ شيء مُمكن »، ولهذا ؛ ينبغي ألا تنكر شيئاً بطريقة قبلية، مهما بدا غير معقول.
  2.  مبدأ لابلاس، ويقول إن وزن الدليل ينبغي أن يتناسب مع غرابة الظاهرة.

الجمعية البريطانية للبحوث الروحية

تأسست الجمعية البريطانية للبحوث الروحية سنة 1882 ، وكان مؤسسوها علماء بارزين مثل هنري سدجويك، والسير وليم بارت، وفردريك مايرز، وأدموند جورني. بدأت بدراسة ظواهر الأشباح، وأخرجت كتاباً بعنوان (أشباح الأحياء) سردت فيه مائتي حادثة أكيدة وقد نسب مؤلّفو الكتاب تلك الحوادث إلى التخاطر أي تأثير عقل إنسان على عقل إنسان آخر عن بعد، والشبح الذي يتجلى لعقل الإنسان الآخر يُسمَّى خيال صادق.

الجمعية الامريكية للبحوث الروحية

تأسست الجمعية الأمريكية للبحوث الروحية سنة 1885 على يد وليم جيمس وتلامذته  في الحقيقة ؛ كان كارلس را بخت الحائز على جائزة نوبل هو أول من استخدم التحليل الإحصائي في تجارب تخمين الورق في عام 1984 وقدمت تجارب نموذجية أخرى في مرحلة مبكرة من القرن العشرين من قبل هنري برجمان Henri Brugmans في جامعة كروننجن وجامعة هولندا، ومن قبل جورج استابروك George Estabrool في جامعة هارفارد في أمريكا.

وفي عام 1927، بدأ عالم النفس المشهور وليم ماكدو جل التجريب الباراسيكولوجي في جامعة ديوك في شمال كارولينا ، ودعا جي بي راين ليلتقي به هناك، وأسا مختبر الباراسيكولوجي في عام 1934، الذي أصبح معلماً بارزاً في تطور الباراسيكولوجي وكان قد قدم أول منهجية تجريبية نموذجية في الإدراك فوق الحسي، كما قدَّم أول الإثباتات المضبوطة مختبرياً للتنبؤ المسبق Precognition في عام 1933، والسايكوكينيسز عام 1934. 

والحقيقة لم يكتسب الباراسيكولوجي مشروعيته العلمية إلا على يد جي بي راين ومساعديه في جامعة ديوك ، الذين بدئوا باستخدام الطرق الإحصائية منذ عام 1933، إضافة إلى طرق مختبرية متطورة وأجهزة ومعدات حديثة، انتشرت بعد ذلك، وتطورت على أيدي باحثين آخرين في بلدان مختلفة، وكانت النتائج ذات مغزى في كل مكان أجريت فيه التجارب، فأدى ذلك إلى حدوث نقلة نوعية في تاريخ الباراسيكولوجي الحديث.

والحدث المهم في هذا الحقل كان تشكيل الرابطة الباراسيكولوجية عام 1957 ، التي كانت منظمة وطنية العلماء الباراسيكولوجي المتخصصين. والحدث الأكبر والأهم هو انضمام هذه الرابطة إلى الرابطة الأمريكية لتقدم العلوم سنة 1969 ، وبذلك انتزع الباراسيكولوجي الاعتراف الرسمي من العلم الحديث.


ويرجع اهتمام الاتحاد السوفيتي (سابقاً) بالباراسيكولوجي إلى ما قبل الثورة الروسية فقد أجرى بيجتروف، أحد زملاء بافلوف، اختباراته حول الإدراك فوق الحسي منذ سنة 1916 ، أطلق عليها اسم « الإشعاع الحيوي » بغية الحفاظ على سرية عمله وفي بداية الستينيات قام أحد تلامذة بيجتروف وهو ليونيد فاسيليف بنشر بعض التقارير عن التنويم المغناطيسي، ادعى فيها فاسيليف أنَّ الأشخاص الخاضعين للتنويم المغناطيسي قد أوقظوا بأوامر نُقلت إليهم من مسافات بعيدة عن طريق التخاطر، وقد طلب منهم أن ينكبوا على وجوههم، بعد أن كانوا واقفين باستخدام الطريقة ذاتها وتبع ذلك اختبارات أخرى في الاتصالات التخاطرية بين مدن متباعدة؛ مثل موسكو ولينينغراد
(سابقا) أجريت على آلاف الأشخاص.

تعليقات