/> التخاطر : Telepathy

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

التخاطر:

مصطلح ابتكره (أف. ديبلو أج. مايزر) للإشارة إلى الاكتساب الخارق للمعلومات التي تخص أفكار أو مشاعر، أو نشاط كائن واع أخر. وقد حل هذا المصطلح محل تعابير سابقة مثل انتقال الأفكار والتخاطر عملية إرسال الأفكار واستلامها عن طريق الذهن وهو أن يتمكن شخص وهو في مكانه من معرفة ما يجول بأفكار شخص آخر لا يراه ولا يمتلك واسطة للاتصال به وعلى بعد مسافات متباينة، وهو شكل من أشكال الإدراك خارج مجال الحواس.


 وقد عرف العرب مثل هذه الفعالية النفسية الفائقة بـ (الهواتف)، أي التي يخاطب بها بعض الناس مفردين خاصة في حالات التوجس والفزع واشتغال الفكر، والنموذج التأريخي الموثق لدينا في هذا الشأن، فقد روي عَنْ (إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام):
الرَّجُلُ آتِيه وأُكَلِّمُه بِبَعْضِ كَلَامِي فَيَعْرِفُه كُلَّه ومِنْهُمْ مَنْ آتِيه فَأُكَلِّمُه بِالْكَلَامِ فَيَسْتَوْفِي كَلَامِي كُلَّه ثُمَّ يَرُدُّه عَلَيَّ كَمَا كَلَّمْتُه ومِنْهُمْ مَنْ آتِيه فَأُكَلِّمُه فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ؟
فَقَالَ: يَا إِسْحَاقُ ومَا تَدْرِي لِمَ هَذَا؟
قُلْتُ: لَا.
قَالَ: الَّذِي تُكَلِّمُه بِبَعْضِ كَلَامِكَ فَيَعْرِفُه كُلَّه فَذَاكَ مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُه بِعَقْلِه.
وأَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُه فَيَسْتَوْفِي كَلَامَكَ ثُمَّ يُجِيبُكَ عَلَى كَلَامِكَ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُه فِيه فِي بَطْنِ أُمِّه.
وأَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُه بِالْكَلَامِ فَيَقُولُ أَعِدْ عَلَيَّ فَذَاكَ الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُه فِيه بَعْدَ مَا كَبِرَ فَهُوَ يَقُولُ لَكَ أَعِدْ عَلَيَّ.

ويفسره التخاطر أبو حامد الغزالي بقوله بل القلب إذا صفا ربما يمثل له الحق في صورة مشاهدة، أو يأتي في لفظ منظوم يقرع سمعه يعبر عنه بصوت (الهاتف) إذا كان في اليقظة.


من بينها : ما روي عن محمد بن عبد الله الدويلة، قيل: إن ابنته سقطت من على ظهر جمل في مكان كثير الحجارة، بينما كان هو في مدينة بعيدة عنها فرآه بعض أصحابه، كأنه أمسك شيئاً ، فسئل عن ذلك؟ فقال: ابنتي علوية وقعت فأمسكتها بيدي، فكان سقوطها في الوقت عينه، ولم تصب بأذى، وقالت ابنته : لما سقطت غبت عن حسي ورأيت أبي يحملني، ويضعني على الأرض وقد أورد أهل التصوف كثيراً من المرويات الخاصة بـ (التخاطر)، وقد يعبرون عنه بمصطلح آخر هو : (المكاشفة)، الذي ينصرف إلى التخاطر والاستبصار معاً مكاشفات العيون بالأبصار ومكاشفات القلوب بالاتصال.

يقول محي الدين بن عربي ( ١١٦٥ - ١٢٤٠م ) عن التخاطر :

الأرواح الإنسانية إذا صفت ارتقت معارج  حتى ترى في قلوب العباد ، فتعرف ما تحويه ،صدورهم، وما تنطوي عليه ضمائرهم، وما تدل عليه حركاتهم واعلم أن كل قلب كتاب مسطور، لكل ما فيه من الخواطر والعلوم وبعضهم يرتقم في مرآه انطباعاً الذي في نفس الغير، على وجه المقابلة لصفائها.


 ويقول عن الفقراء: «فإن خواطرهم رسل إليك، فافعل كل ما يخطر لك فإن الفقراء الصادقين، تخطر لهم الخواطر، ومجاهدتهم تمنعهم من التحدث بها .. والله سبحانه يريد أن يجمع لهم من بين الامرين معاً بصدقهم، فيلقى في نفسك فعل ما خطر لهم فقم عنـد ذاك وأفعله وتتعلم أنت تصديق الخواطر.

تعليقات