/> التنبؤ بالمستقبل

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

التنبؤ بالمستقبل

التنبؤ

كان حلم الإنسان منذ القدم معرفة أسرار المستقبل، وظل الأمل الذي يتوق إليه البشر ، هو توفر الفرصة لاكتشاف الآتي)، بهدف تجنب المشاكل والمصاعب المحتملة، والاستفادة من المنافع المادية التي سوف تجلبها الأيام المقبلة ثم أن قدرتنا على معرفة المستقبل سوف تمكننا من تحديد مسارنا بشكل سليم نستطيع معه ضمان عدم تعرض السنوات الآتية لأية اضطرابات، لأننا نعلم أصلاً ما يخبئه الزمن.


وأحداث المستقبل التي تقع في أوقات معينة، ونتوقع نحن وقوعها قبل الأوان تقع فى حيز ما يعرف بـ (الهواجس)، وهذه الحالة تواجه العديد من الأشخاص بين حين وآخر ويصادف أحياناً، أن تصدق تلك التوقعات.



وتعد (الكهانة) من أبسط أشكال معرفة المستقبل، والتي يكثر فيها المدعون والدجالون، ومع ذلك فأنها في بعض الأحيان تثير اهتماماً خاصاً، ومن أشهرها حالة العراف الفرنسي الشهير نوستراداموس الذي عاش في القرن السادس عشر (١٥٠٣ - ١٥٦٦) ، وبالرغم من أنه نظم نبوءاته شعراً بأسلوب رمزي غامض إلا أن المتحمسين له يقولون أنه تنبأ بظهور نابليون وهتلر، والهجوم الذري على هيروشيما ، وناجازاكي وتخلي الملك إدوارد الثامن عن العرش، ومصرع جون وروبرت كندي لقد كان مذهلاً أن يتنبأ نوستراداموس بكل ذلك قبل أن يحدث بعشرات ومئات السنين.


وكانت له تنبؤات أخرى بصعود ملوك وبابوات وانتشار أوبئة ومجاعات، تحققت جميعها على نحو مذهل أما المقطع الخاص بطريقة موته هو شخصياً فكان من أدق وأغرب المقاطع التي وردت في كتابه، فهو يقول:

بعد عودته من سفارته، سيعثر عليه أقرباؤه وأصدقاؤه بالقرب من سرير .. أما هو فسيكون في طريقه إلى الله.


وبعد أكثر من عشرين سنة من كتابته لهذه النبوءة، أوفده أهل مدينة سالون فى مهمة إلى مدينة ارليه  وبعد عودته ذهب بعض أقاربه للاطمئنان عليه، حيث كان يشكو من مرض النقرس ويعيش فى بيته بمفرده  ولما لم يرد عليهم بعدما طرقوا الباب عليه فاضطروا أن يفتحوا الباب عنوة، عندها وجدوه ميتاً على الأرض في غرفة نومه بالقرب من سريره !!

وبالرغم من أن كتاب نبوءات نوستراداموس المعروف باسم القرون قد وضعته الكنيسة في قائمة الكتب الممنوعة من التداول في عام (۱۷۸۱) إلا أن هذا الكتاب ظل يطبع بانتظام طوال الأربعمائة سنة التالية لتأليفه ويذكر أنه كلما ازدادت ضخامة كارثة ما، كلما كثر حديث الآخرين عنها، وعن توقعهم لحدوثها وعلى سبيل المثال هناك العديد من الروايات التي تحدثت عن غرق الباخرة العملاقة ( تيتانيك) ، وعن اغتيال بعض الشخصيات السياسية الشهيرة.


وفي عام ١٩٦٦ تعرضت قرية (أبيرفان) في ويلز إلى انهيار أرضي، أدى إلى مصرع ۱۱٦ طفلاً في مدرسة القرية، إضافة إلى ٢٨ شخصاً من البالغين وقد أظهرت دراسة أجريت بعد وقت قصير من وقوع الكارثة أن هناك ما لا يقل عن ٧٦ شخصاً كانت لديهم فكرة واضحة عنها ، وأنهم عاشوا هاجس المأساة قبل وقوعها بوقت قصير، وقد تبين أن ٢٤ منهم تحدثوا عن الكارثة قبل حدوثها إضافة إلى أن اثنين قاما بتدوين هواجسهم المتعلقة بها خطياً.


وفي حالات قليلة، قد يتمكن المرء من (تلقي) هواجس مفصلة تماماً عن قضية ما دون أن يدرك ماهيتها وأبعادها ، وهذا علـى وجـه التحديد ما حدث مع المؤلف الذي لم يشتهر كثيراً (مورغان روبرتسون)، الذي كتب عام ۱۸۹۸ رواية بعنوان: «التيتان» والإشارة هنا إلى الباخرة العملاقة التي كانت الأضخم من نوعها في العالم، والتي غرقت في رحلتها الأولى، بعد ارتطامها بجبل جليدي، وقتل في تلك الكارثة معظم ركابها البالغ عددهم ألف وخمسمائة شخص وتعود أسباب الخسارة الهائلة في الأرواح، إلى حقيقة إدارية وفنية وهي أن قوارب النجاة في الباخرة  كانت غير كافية فلم تستوعب إلا نصف عدد الركاب أو أقل من ذلك.



وبعد عشرين عاماً من ذلك التاريخ اصطدمت الباخرة تيتانيك بجبل جليدي في رحلتها الأولى وغرق معها معظم ركابها بسبب قلة عدد قوارب النجاة على متنها. وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأشخاص قاموا بإلغاء رحلتهم بسبب هواجس مرعبة، كما أن بعضا من الذين قرروا المضي في الرحلة أبلغوا أقاربهم وبعض الأصدقاء بإحساسهم بأن (شيئاً ما سوف يحدث) فالهواجس الجماعية أو الفردية كانت كلها تشير إلى معنى واحد هو الإدراك التنبؤي أو التنبؤ بالمستقبل.


وهو واحد من قدرات الإدراك فوق الحسي التي تمكن صاحبها من معرفة المستقبل، واستباق الأحداث، وتوقع ما سيحدث قبل وقوعه، وقد حفل تراثنا العربي بالعديد من النماذج التنبؤية، وعدت معرفة المستقبل أحد مظاهر الكرامات عبر الاستقصاءات الذهنية لأحداث تقع وراء الزمن الحاضر ، وقد اصطلح العلماء العرب على موضوع الإدراك المسبق بـ (الكشف)، وهو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجوداً حسياً وشهوداً مادياً متعين الأبعاد العارف بنور اليقين ما غاب على بصر المخلوقات من أسرار الحق تعالى

تعليقات