اليشم
اليشم يطلق على نوعين من المعادن وهما الجادييت والنفريت، ويسمى كل منهما : بـ «الجادة، وهذه الكلمة جاءت متأخرة، عندما فتح الأسبان وسط وجنوب أمريكا، ووجدوا أن أهالي تلك المنطقة يلبسون هذا الحجر في خيط ويضعونه حول الرقبة، وعندما تم سؤالهم عن سبب لبسهم لهذا الحجر، قالوا: إنه حماية من الأمراض وكعلاج لهم، ولهذا أعطوه الأسبان اسم (Jade Piedrade) ، وهكذا انتشر هذا الاسم من أوروبا إلى كل أنحاء العالم حتى أصبح معروفاً باسم: (الجاد).
%20-%20Copy.webp)
واليشم من الأحجار نصف الكريمة الطبيعية الجذابة، وألوانه متعددة ولها لمعان الشمع أو الشحم، وأفضلها اللون الأخضر الشفاف ذو القيمة العالية، ويطلق عليه اسم : الجاد الإمبراطوري) أو الجاد الزمردي الأخضر. يليه اللون الوردي ثم الأحمر، وأما العلامة الدمشقي المعروف (بالشيخ الربوة) عرفه بقوله : واليشم ما كان لونه أصفر كلون العاج العتيق يميل إلى الزرقة يسيراً ويسمى الزيتي لشبهه بالزيت الجامد، ومنه ما يميل إلى البياض مع صفاء ليس بنام وهو مانع صلب كصلابة العقيق.
وعرف اليشم منذ قديم الزمان في الصين واليابان باسم: (حجر السماء)، لأنه في اعتقادهم يمنع الحوادث، وكانوا يربطون هذا الحجر على أعناق الأطفال كحجاب لهم وكان يرمز لليشم عندهم باللفظ يو (YU) وهو يمثل عندهم الفضائل الخمسة وهي : الاحترام والشجاعة والحكمة والعدالة والإحسان وينسبون إليه الخصائص السحرية الطبية، لذلك كانت أسعاره غالية جداً حتى كانت أغلى من الذهب.
أنواع اليشم
صنّف العالم العربي الجواهري المعروف (بالتيفاشي) اليشم إلى نوعين:
- أحدهما : معدني أصفر، وهذا الجيد الخالص منه.
- والآخر: مصنوع أبيض.
أما الأبيض فإنه يصنع في الصين من أخلاط مجموعة وليس فيه شيء من خواص اليشم ومنافعه إنَّما هو شبيه ليس غير.
أهم استخدامات اليشم
الصين هي البلد الذي أعطى اليشم سواء أكان من الجادييت أو النفريت أهمية كبرى منذ سبعة آلاف سنة، وكانت أعمالهم أكثر جودة وذات إبداع وتصميم فريد في عملية الزخرفة من التحف الفنية مثل التماثيل الصغيرة والمزهريات والمباخر وأشكال الحيوانات والعلب الفخمة والفنون الأخرى لهذا الحجر الجذاب، وذلك لإعجابهم الشديد به .. وهذه المهارة والفن لم تنقطع حتى الآن.
وقد استخدم في مناطق أخرى في صنع الفؤوس والسكاكين بسبب صلابته، ووجدت تماثيل جميلة وقطع تزيينية منقوش عليها في المكسيك، والواقع إن استخدام اليشم في التحف الرائعة يعود إلى ألوانه الجذابة والمتميزة بكثرتها وملمسه الناعم وصلابته، وإلى جانب ذلك إنه مرن إذا ضرب عليه.
ولقد قام العالم العربي الجواهري التيفاشي بصنع بعض الأواني من اليشم بقوله : وصنعت أنا بالقاهرة المعزية كلاها الله من هذا اليشم أواني وأهديتها لبعض الأمراء ممن يقتني اليشم ويحرص عليه وعنده منه أوانٍ، فلم يشك أن ما أهديت له معمول في الصين، فعرفته أني عملته فأنكر ذلك حتى أوقفته على الدليل فيه، وصنعت له أواني على شكل مخصوص بقدر وزن مخصوص اقترح به فصدق عند ذلك.
خصائصه الفيزيائية
ينتسب اليشم إلى نظام التبلور ذو الميل الواحد، ودرجة صلابته ووزنه النوعي وزاوية انكساره تعتمد على أنواعه، وهي كالتالي:
الاسم | الصلابة | الوزن النوعي | زاوية الانكسار | زاوية الانكسار المزدوجة
الجاديت | 6,50 إلى 7 | 3,30 إلى 3,36 | 1,654 إلى 1,667 | 0,013 +
النفريت | 6 إلى 61/2 | 2,90 إلى 3,02 | 1,600 إلى 1,627 | 0,027 -
تواجده
أجمل بلورات اليشم الأخضر الشفّاف سواء أكان من الجادييت أو النفريت ترد من الصين وبورما، والأول أنفس من الثاني ويوجد الجادييت في بورما واليابان وغواتيمالا والمكسيك، وغينيا الجديدة، وولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ويوجد النفريت في الصين، وسيبيريا، وولاية الأسكا الأمريكية، وسويسرا، ونيوزيلندا، وبولندا.
ويوجد النفريت في العالم القديم بوادي نهر كراكاش في جبال كوين لوين شمال کشمير، وفي مواقع أخرى بالقرب منه حيث توجد مناجم قديمة لهذا الحجر، أوشكت الآن أن تستنفد ويوجد في غربي بحيرة بيكال في سيبريا وتوجد كميات صغيرة منه في سيليسيا، وليجوريا، وجبال هرتس، وربما في مواقع أخرى من أوروبا .
ويوجد الجاديت على الأخص في بورما العليا، لكنه يوجد أيضاً في الصين، والتبت، وبريتاني.
خواص حجر اليشم
قال الطبسي عن كنز الاختصاص أنه على أنواع، نوع منه لو علق على السُّرَّة يصفي الدم في الكبد، ويروق غشاوة القلب.
من تختم به كان مهاباً منصوراً مؤيَّداً، ونوع منه زيتي يؤثر في قطع الدم. يجبى من (كاشغر) وهي مدينة بأرض الصين، وهو أبيض وأصفر. ويقال : إذا كان في مكان لا تنزل عليه الصاعقة ما دام هو به . قيل : في بعض بلاد العجم يدخرونه لذلك، والله العالم.
يطلق اسم اليشم على معدنين مختلفين (النفريت Nephrite) أو اليشم الحر، (والجاديت Jadeite) وهما متماثلان إلى درجة لا يمكن معها في يقين تمييز أحدهما عن الآخر، إلا بالفحص الكيميائي أو الميكروسكوبي.
وقد يكون كلاهما من لون أبيض، أو أشهب (رمادي) أو أخضر في فروق طفيفة، وكلاهما شبه شفاف، له لمعان الشمع، أو الشحم، ويتشابه كثيراً ثقلهما النوعي ودرجة صلادتهما، حتى لقد تتداخل القيم بعضها في بعض، على أن الجاديت أصلد النوعين وأثقلهما.
ويختلف تركيب هاتين المادتين كثيراً من الوجهة الكيميائية، فالنفريت في جوهره عبارة عن سليكات الكلسيوم والمغنسيوم المزدوجة، بينما الجاديت سليكات الألومنيوم والصوديوم المزدوجة.
تعليقات
إرسال تعليق