/> علم الطلاسم وبيان حقيقته

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

علم الطلاسم وبيان حقيقته

علم الطلاسم

الطلاسـم جمع طلسـم بتشـديد اللام و فتحها او كسـرها لكن الشـائع في نطقه طلســم بســكون الالم، على وزن جعفر، والمقصــود به: الخطوط ِّ المجهولـة المعـاني، وكـذلـك كـل كلام أعجمي جهـل معنـاه و في عـالم السـحر و الروحانيات يدعي ان هذه الطلسـمات تسـاعد النفوس البشـرية على التأثيرات في عالم العناصـر، بشـرط اسـتعانة تلك النفوس بالأمور السماوية. فهذه الطلسمات محدثة عندهم لأمر خارق يكون مبدؤه القوى الســماوية الفعالة، فاذا مزجت بالقوى الارضــية المنفعلة، حدثت أمور غريبة واثار مخصوصة.



والحاصل أن الطلسمات هي: ما يكتبه الشخص بأيحاء من عالم الغيب، ويكون محتواه غالبا على حروف وأعداد يستعين عند كتابتها بما يدعيه من تـأثير روحـانيـة الكواكـب مع منـاســــبـة ذلـك لخواص العنـاصــــر والموجودات، بمـا يحـدث تـأثيرا عجيبـا بهـا من تـالف وتنـافر، وغضــــب ورضى، وتيسير أمر أو توقيف حال، ونحوه.




حاولوا العلماء تعريف الطلسـم وبيان حده ونوعه حتى يتضـح للناس حقيقته، ومن هذه التعاريف ما قاله السيد العباس بن علي الحسيني: علم الطلســــمـات: علم يتعرف منـه كيفيـة تمزيج القوى العـاليـة الفعـالـة بالســـافلة المنفعلة ليحدث عنها أمر غريب في عالم الكون والفســـاد واختلف في معنى طلسم والمشهور فيه أقوال ثلاثة:

الأول: أن الطل بمعنى الأثر فالمعنى أثر الاسم.

الثاني: أنه لفظ يوناني معناه عقد لا ينحل.

الثالث: أنه كناية عن مقلوب مســـلط. وعلم الطلســـمات اســـرع تناول من علم الســحر وأقرب مســلكا، وللســكاكي في هذا الفن كتاب جليل القدر عظيم الخطر.

قال معلق كتاب خريدة القصـــر، وهو الشـــيخ محمد بهجت الاثري

الطلسـم: مرتبة بين السـحر والشـعبذة أو الشـعوذة، أضـعف من السـحر وأقوى من الشعبذة

وهو خطوط وأعداد يربط بها روحانيات الكواكب وأســـرار الاعداد وخواص الموجودات وأوضــــاع الفلك المؤثرة في عالم العناصــــر، يزعم متعاطيه أنه يدفع به الأذى، ويقول أهل النجامة إن السـحر اتحاد روح بروح، والطلسـم اتحاد روح بجسـم، ولذلك يسـتعين صـاحبه في غالب الامر بالنجامة، بخلاف السحر فان صاحبه يجريه بغير معين.

وكانت هذه العلوم شـــائعة عند القدماء في أهل بابل من الســـريانيين والكلـدانيين، وفي أهـل مصــــر من القبط وغيرهم، وفي أهـل الهنـد، وظهرت بعد الإسلام في المشـرق على يد جابر بن حيان، ثم في الاندلس على يد مســلمة بن أحمد المجريطي، وبســطت قواعدها في كتب غلب عليها الاغلاق.


سـمي بعضـها في (كشـف الظنون) وفي مقدمة العلامة ابن خلدون بحـث نفيس في ذلـك. وقـد جعلـت الشــــريعـة الاســــلاميـة الســــحر والطلسـمات والشعبذة بابا واحدا، وخصـتها بالحظر والتحريم لما فيها من الضــرر ومن صــرف النفوس عن المعالي الى الســفاســف وعن الحقائق إلى الاوهام والألاعيب.

والطلسـم قيل هو عربي مقلوب (مسـلط) لأنه من القهر والتسـلط، ولا يعتد به، وقيل: يوناني لا أجزم بذلك، وربما كان أصله بابليا.

وقال شهاب الدين أحمد الخفاجي في كتاب شفاء الغليل

طلسم بكسـر الطاء وتشـديد الالم وسـكون السـين المهملة، قال ابن الرومي (من الهزج):

وفي لطفك طلسم * لحالي أي طلسم

وهو غير عربي وكـأنـه مـأخوذ من لغـة اليونـان. وقـال غير واحـد: "طلسـم لفظ يوناني لم يعربه من يوثق به، وكونه مقلوبا من مسـلط وهم لا يعتـد بـه". وفي الســــر المكتوم: "هو عبـارة عن علم بـأحوال تمزيج القوى الفعـالة الســــمـاوية بالقوى المنفعلـة الارضــــيـة لأجل التمكن من إظهار ما يخالف العادة والمنع مما يوافقها.


وقد ذكر صديق حسن خان في كتابه أبجد العلوم

علم الطلســــمـات قـد تقـدم الكلام عليـه في بيـان علم الســــحر ومعنى الطلســـم: عقد لا ينحل وقيل: هو مقلوب اســـمه أي المســـلط لأنه من جواهر القهر والتســــلط. وهو علم بـاحـث عن كيفيـة تركيـب القوى السـماوية الفعالة مع القوى الارضـية المنفعلة في الازمنة المناسـبة للفعل والتأثير المقصــــود مع بخورات مناســــبة مقوية جالبة لروحانية ذلك الطلســـم ليظهر من تلك الامور في عالم الكون والفســـاد فعال غريبة وهو قريب المأخذ بالنســــبة إلى علم الســــحر لكون مبادئه وأســــبابـه معلومة.



وأما منفعته فظاهرة لكن طريق تحصـيله شـديد العناء وبسـط المجريطي قواعـد هـذا الفن في كتـابـه غـايـة الحكيم فـأبـدع لكنـه اختـار جـانـب الاغلاق والدقة لفرط ضــنته وكمال بخله في تعليمه وللســكاكي كتاب جليل فيه ونقل ابن الوحشية من النبط كتاب طبتانا في ذلك العلم.
 

وقال ايضاً أن الفرق بين السحر والطلسم

وأما التفرقة عندهم بين السـحر والطلسـمات فهو: أن السـحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسـرار الاعداد وخواص الموجودات وأوضـاع الفلك المؤثرة في عالم العنـاصــــر كمـا يقولـه المنجمون ويقولون: الســــحر اتحـاد روح بروح والطلسم: اتحاد روح بجسم ومعناه عندهم: ربط الطبائع العلوية السـماوية بالطبائع السـفلية والطبائع العلوية هي: روحانيات الكواكب ولذلك يســــتعين صــــاحبه في غالب الامر بالنجامة.

وقال في موضع اخر من الكتاب

والعنقود الرابع في فروع السـحر، واسـتحداث الحوادث إن كان بمجرد التأثير النفسـاني فهو السـحر، وإن كان على سـبيل الاسـتعانات بالفلكيات فهو دعوة الكواكب وإن كان على سـبيل تمزيج القوى البشـرية بالأرضية فهو الطلسـمات، وإن كان على سـبيل الاسـتعانة بالخواص الطبيعية فنما بالقراءة فهو علم الخواص، أو الكتـابـة فهو علم النيرنجـات، أو الافعـال غيرهمـا فهو الرقي. وإن كان على ســبيل الاســتعانة بالأرواح الســاذجة فهو العزائم، وإن كان بأحضار تلك الارواح في قالب الاشباح فهو علم الاستحضار ويسمى علم تسخير الجن.

وإما الاخبار عن الحوادث غير الحاضــرة فأما عن الماضــي أو الحال أو الاستقبال فهو علم الكهانة ثم الانسـان كما يقدر على اسـتحضـار المجردات كذلك يقدر على تغييب الحاضر عن الحس ويسمى علم الاخفاء وكذلك على إخفاء الامور الحاضــرة عن الحاضــرين ويســمر بالحيل الساسانية وأمثال ذلك كثيرة.

وقال يحيى بن حمزة بن العلوي اليمني الملقب بالمؤيد الزيدي صـاحب كتاب الطراز، في وجه الفرق بين الطلسم والمعجزة


وأما الطلســـمات فحاصـــلها مزج القوى الفعالة الســـماوية بالأرض المنفعلة الارضية، كنقش خاتم عند طلوع كوكب، فيحصل من استعماله على أمور غريبة، وكل ذلك لا بد فيه من إعمال القوى وكد الحواس في اســتخراج قوانينه واســتنهاض غرائبه، فأما المعجزات الســماوية فمما لا يحتاج فيها إلى اســـتعمال شـــيء من الاشـــياء لكونها قد وقعت على وجه أدهش العقول، وحير الالباب، واضطرها إلى معرفة صدق من ظهرت عليه من غير كلفة ولا مشقة هناك، الا ما كان من الجحود و العناد.


وذكره الشـيخ عبد الله العلوي الشـنقيطي في كتابه رشـد الغافل ونقله عنه الشيخ محمد الامين في تفسيره أضواء البيان


ومنها نوع يســمى بالطلاســم وهو عبارة عن نقش أســماء خاصــة لها تعلق بالأفلاك والكواكـب على زعم أهلهـا في جســــم من المعـادن أو غيرها، تحدث بها خاصية ربطت في مجاري العادات، ولا بد من ذلك من نفس صـــــالحـة مهيـأة لهـذه الاعمـال، فـأن بعض النفوس لا تجري الخاصة المذكورة على يده.


فثمة فرق كبير بين الطلسـم وبين الاسـماء يجب أن نتنبه إليه فالطلسـم لا يـدل على معنى الا انـه لـه تأثير على أرواح وامور فلكيـة يفهمهـا أصـــحاب هذا العلم واما الكلمات فقد تدل على معنى وقد يكون المعنى فيه خيرا وفيه ذكر الله تعالى.

جاء في المعجم الوسيط

الطلسـم في علم السـحر خطوط وأعداد يزعم كاتبها أنه يربط بها روحانيات الكواكب العلوية بالطبائع السـفلية لجلب محبوب أو دفع أذى وهو لفظ يوناني لكل ما هو غامض مبهم كالألغاز والاحاجي والشــائع على الالسـنة: طلسـم كجعفر ويقال: فك طلسـمه أو طلاسـمه، وضـحه وفسره جمع طلاسم.



قال الزبيدي في تاج العروس

طلسـم: طلسـم الرجل كره وجهه وقطبه، وكذلك (طرمس) و (طلمس)، كما في اللسان، وطلسم الرجل: أطرق، مثل (طرسم)، نقله الجوهري في "ط ر س م" استطرادا وأهمله هنا والطلسم، (كسبطر)، وشدد شيخنا الألم وقال: إنه أعجمي، وعندي أنه عربي اســم للســر المكتوم، وقد كثر اســتعمال الصــوفية في كلامهم فيقولون: ســـر مطلســـم، وحجاب مطلســـم، وذات مطلســـم، والجمع طلاسم.



قال الطريحي في المجمع ان الطلسم ورد لها ثالث تفسيرات

طلســم: المشــهور في معنى الطلســم على ما نقل أقوال ثلاثة، الاول: الطل بمعنى الاثر فالمعنى أثر اسـم. الثاني: أنه لفظ يوناني ومعناه عقد لا ينحل، الثالث: أنه كناية عن مقلوب أعني مسلط.



وقال ابن خلدون في كتابه مقدمة ابن خلدون

فانه إذا كان السـحر هو اتحاد روح بروح، ولا يحتاج السـاحر فيه إلى معين، فأن الطلسمات يحتاج فيها الساحر إلى معين فيستعين بروحانيات الكواكـب وأســــرار الاعـداد وخواص الموجودات وأوضـــــاع الفلـك المؤثرة في عالم العناصــر، ولذلك فأن الطلســمات اتحاد روح بجســم، أي ربط للطبـائع الســــمـاويـة (التي هي روحـانيـات الكواكـب) بـالطبـائع السفلية.



قال العلامة الطباطبائي صـاحب تفسـير الميزان في تعريف الطلسـمات

والهيميـاء هو البـاحـث عن تركيـب قوى العـالم العلوي مع العنـاصــــر الســفلية للحصــول على عجائب التأثير وهو الطلســمات، فان للكواكب العلوية والاوضـــاع الســـماوية ارتباطات مع الحوادث المادية كما ان العناصــر والمركبات وكيفياتها الطبيعية كذلك، فلو ركبت الاشــكال السـماوية المناسـبة لحادثة من الحوادث كموت فلان وحياة فلان وبقاء فلان مثال مع الصـور المادية المناسـبة أنتج ذلك الحصـول على المراد وهذا معنى الطلسم.



وقال محمد الفخر الرازي في كتابه المباحث المشرقية

الفصل التاسع في الفرق بين السحر والطلسمات والنيرنجات. اعلم أن الاحوال الغريبـة العجيبـة الحـادثـة في هـذا العـالم امـا ان تكون اســبابها تصــورات نفســانية او امور جســمانية اما اذا كان حدوث تلك الغرائـب من التصــــورات المجردة النفســــانيـة فأما ان تكون الغرائـب والعجائب اريد بها صـالح الخلق وحملهم على المنهج القويم والصـراط المســــتقيم وامـا ان تكون قـد اريـد بهـا توريط النفس في مهـاوى الآفات والشـرور فالأول يسـمى بالمعجزة والثاني يسـمى بالسـحر واما اذا كان حدوث تلك الغرائب عن اســباب جســمانية فأما ان يكون حدوثها عن تمريج قوي سـماوية بقوى ارضـية واما ان يكون حدوثها لأجل خواص غريبة موجودة في الاجســام العنصــرية فالأول هو الطلســمات والثاني هو النيرنجات.

تعليقات