عزيمة الامام السجاد عليه السلام وابو خالد الكابلي
وهذه العزيمة منقولة ضــــمن خبر الجارية التي أصــــابها عارض من الجن، فأخذ أبو خالد الكابلي بأذنها اليســـرى وقال: يا خبيث يقول لك علي بن الحســين اخرج من هذه الجارية ولا تعد اليها، فخرج عنها. الحديث كما في الخرائج.(ومنها: ما روي عن أبي الصـــباح الكناني قال ســـمعت الباقر (ع) يقول خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحســــين (ع) برهة من الزمان ثم شكا شدة شوقه إلى والديه وسأله الاذن في الخروج إليهما فقال له علي بن الحسـين (ع) يا كنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل الشـام له قدر وجاه ومال ومعه ابنة له قد أصــــابها عارض من الجن وهو يطلب معالجاً يعالجها و يبذل في ذلك ماله فاذا قدم فصــــر إليه أول الناس وقل له أنا أعالج ابنتك بعشرة الاف درهم فانه يطمئن إلى قولك و يبذل لك ذلك فلما كان من الغد قدم الشـــامي و معـه ابنتـه وطلـب معـالجـا فقـال لـه أبو خـالـد أنـا أعـالجهـا على أن تعطيني عشــرة الاف درهم
على أن لا يعود إليها أبدا فضــمن أبوها له ذلـك فقـالـه أبو خـالـد لعلي بن الحســــين (ع) فقـال (ع) يـا أبـا خـالـد إنـه سيغدر بك قال قد ألزمته المال قال فانطلق فخذ بأذن الجارية اليسرى وقل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من بدن هذه الجارية ولا تعد إليها ففعل كما أمره فخرج عنها وأفاقت الجارية من جنونها وطالبه بالمال فدافعه فرجع إلى علي بن الحسـين (ع) فقال له يا أبا خالد ألم أقل لك إنه يغدر ولكن سـيعود إليها غدا فاذا أتاك فقل إنما عاد إليها لأنك لم تف بما ضــمنت لي فان وضـعت عشـرة الاف درهم على يد علي بن الحسـين
(ع) عالجتها على أن لا يعود إليها أبدا فلما كان بعد ذلك أصــابها من الجن عارض فأتى أبوها إلى أبي خالد فقال له أبو خالد ضع المال على يد علي بن الحسين (ع) فانني أعـالجهـا على أن لا يعود إليهـا أبـدا فوضــــع المـال على يـدي علي بن الحســين (ع) و ذهب أبو خالد إلى الجارية و قال في أذنها كما قال أولاً ثم قال إن عدت إليها أحرقتك بنار الله فخرج وأفاقت الجارية ولم يعـد إليهـا فـأخـذ أبو خـالـد المـال وأذن لـه في الخروج إلى والـديـه فخرج بالمال حتى قدم على والديه).
حرز الامام علي عليه السلام
منهـا مـا نقـل عن امير المؤمنين علي ابن ابي طـالـب (ع)، وهو حرز للمسـحور والتوابع والمصـروع والسـم والسـلطان والشـيطان وجميع ما يخافه الانســــان، والطلســــم مرفق بالحرز، مكتوب بخطوط ونقوش مخصـوصـة والحرز هو ما أخرجه الشـيخ الجليل الطبرسـي في مكارم الاخلاق ومن ثم نقله عنه الشـيخ المجلسـي في بحار الانوار، والطلسـم منقول بعد حرز امير المؤمنين.(حرز لأمير المؤمنين (ع)، للمسحور و التوابع و المصروع والسم والســـلطان والشـــيطان وجميع ما يخافه الانســـان ومن علق عليه هذا الكتاب لا يخاف اللصـوص والسـارق ولا شـيئا من السـباع والحيات والعقارب وكل شـيء يؤذي الناس وهذه كتابته بسـم الله الرحمن الرحيم أي كنوش أي كنوش أرشــش عطينطينطح يا ميططرون فريالســنون ما وماســـا ماســـوما يا طيطشـــالوش خيطوش مشـــفقيش مشـــاصـــعوش أوطيعينوش ليطيفتكش هذا هذا وما كنت بجانب الغربي إذ قضـينا إلى موســى الامر وما كنت من الشــاهدين اخرج بقدرة الله منها أيها اللعين بعزة رب العـالمين اخرج منهـا والا كنت من المســــجونين اخرج منهـا فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصـاغرين اخرج مذؤما مدحورا ملعونا كما لعنا أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا اخرج يا ذوي المخزون اخرج يا ســورا ســور بالاســم المخزون يا ميططرون طرعون مراعون تبارك الله أحســـن الخالقين ياهيا شـــراهيا حيا قيوما بالاسـم المكتوب على جبهة إسـرافيل اطرد عن صـاحب هذا الكتاب كل جني وجنية وشـيطان وشـيطانة وتابع وتابعة وسـاحر وسـاحرة وغول وغولـة وكـل متعبـث وعـابـث يعبـث بـابن آدم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم و صــــلى الله على محمـد وآلـه الطيبين وعترتـه الطاهرين).
ثم نقلت كتابة بخط غير معروف بعد هذا الكلام كما في الصورة الاتية
(نقل هـذا الحرز الســــيـد علي بن طـاوس في اول كتـاب مهج الـدعوات تحـت حرز آخر لموالنــا ومقتــدانــا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يكتب ويشـــد على العضـــد الايمن وهو بســـم الله الرحمن الرحيم اي كنوش) الي اخره.
ما معنى هذه الأسماء المذكور في حرز امير المؤمنين عليه السلام
لعل احد يســأل ما حقيقة هذه الاســماء التي ذكرت في حرز الامام علي (ع) ومـاهي معـانيهـا الـذي يظهر ان هـذا الحرز يتكون من أسماء الشـياطين وهي التي يراد التعويذ منها ويطلب منها الامام علي (ع) ان تخرج وهي تلك الاســماء التي تختم بحرف الشــين ويشــتمل علي آيات قرآنية وهكذا فيه اســــماء ملوك الجن الذين يطيعونهم عالم الجن او ملائكـة مطـاعـة من قبـل الجن والشــــيـاطين مثـل (ميططرون ، طرعون ، مراعون ) واما الاســم المكتوب على جبهة إســرافيل فســياتي البحث عليه حيث قال الغزالي انه الدعوة الجلجلوتية.الأدلة على الكلام السابق
أولا: اســماء الشــياطين، قال "الشــيخ علي أبو حي الله المرزوقي" في كتابه الجواهر اللماعة.(واعلم ان طريق العمـل إذا كـان من اعمـال الشــــر كمـا إذا اردت ان تفرق بين زيد وعمر مثال فهو على المنوال المذكور سـواء بسـواء غير انـك تـذكر بـدل كلمـة اييـل الملحقـة بحروف القســــم كلمـة طيش لان التصــــرف في اعمـال الخير منوط بـارواح علويـة وكلمـة اييـل تخص الارواح العلوية وفي اعمال الشــر بارواح ســفلية وكلمة طيش تخص الارواح السفلية).
فهنا تصبح علي طبق هذا الكلام كلمات (كنوش، أرشش، طيطشالوش ، خيطوش، مشـفقيش، مشـاصـعوش، أوطيعينوش، ليطيفتكش) هي اسـامي لشـياطين مختلفة وان قال مصـنف الكتاب السـابق ان اسـماء الشـياطين مختومة بطيش لكن اختتامها بحرف الشـين من باب ان اسـم الشـيطان لعنه الله يبدء بالشين وهم يختمون بها اساميهم والله العالم.
ثانياً: وقال عمر بن مسعود المنذري
(اعلم أن العلوي فوق منقطع الكتاب نصــــبـه الســــيـد ميططرون (ع) فاعلم أنك تحكم به على سـائر العلوية فلا يسـتطيعون أن يعصـوه طرفة عين).توضيح بعض كلمات الحرز
أولا: الاسم المخزون
وذكر هذا الاسـم في الادعية والروايات فمثال جاء في الكافي في باب حدوث الأسماء.
(علي بن محمد عن صــــالح بن أبي حماد عن الحســــين بن يزيد عن الحســــن بن علي بن أبي حمزة عن إبراهيم بن عمر عن أبي عبـد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسـما بالحروف غير متصـوت وباللفظ غير منطق وبالشـخص غير مجسـد وبالتشبه غير موصـوف وباللون غير مصــبوغ منفي عنه الاقطار مبعد عنه الحدود محجوب عنه حس كل متوهم مسـتتر غير مسـتور فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معـا ليس منهـا واحـد قبـل الاخر فـأظهر منهـا ثلاثـة أســــمـاء لفـاقـة الخلق إليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون).
ثانياً: آهيا شراهيا
قال المجلسي في بيان معني آهيا شراهيا(بيان: المضـــبوط في نســـخ الدعاء آهيا شـــراهيا بمد الالف ثم الهاء المكسـورة ثم الياء المشـددة المنونة ثم الشـين المفتوحة ثم الراء المهملة بعده الالف ثم الهاء المكسـورة ثم الياء المشـددة المفتوحة وفي القاموس وأهيا شــراهيا بفتح الهمزة والشــين يونانية أي الازلي الذي لم يزل والناس يغلطون ويقولون آهيا شراهيا وهو خطاء على ما يزعمه أحبار اليهود).
وجاء في شفاء الغليل للشهاب الخفاجي
(ياهيا: بفتح الهاء ويهيا. قال أبو حاتم: أظن أصــله بالســريانية ياهيا شـراهيا الازلي الذي لم يزل كذا، قاله أبو منصـور والناس يقولون أهيا شراهيا والصواب أهيا أشراهيا كما في القاموس).قال ابن كثير
(وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: لما بعث الله عز وجل موســــى إلى فرعون قال: رب أي شــــيء أقول؟ قال: قل هيا شـراهيا. قال الاعمش: فسـر ذلك: أنا الحي قبل كل شيء والحي بعد كل شيء، إسناده جيد، وشيء غريب).ونقل السمرقندي روايات أخرى في تفسيره بحر العلوم في معني "اهيا شراهيا"
(و"الحي" اســم من أســمائه الحســنى يســمى به، ويقال: إنه اســم الله تعالى الاعظم ويقال: إن عيســــى ابن مريم (ع) كان إذا أراد أن يحيي الموتى يدعو بهذا الدعاء: ياحي يا قيوم ويقال: إن اصـف بن برخيا لما أراد أن يأتي بعرش بلقيس إلى سليمان دعا بقوله ياحي يا قيوم. ويقال: إن بني إسرائيل سألوا موسى عن اسم الله الاعظم فقال لهم: أيا هيا شرا هيـا، يعني يـا حي يـا قيوم فقـال لهم: أيـا هيـا شــــرا هيـا، يعني: يـا حي يـا قيوم).ابن منظور مســــتعيناً بأحد أحبار اليهود في عدن ذكر نفس المعني له، حيث ذكر في حاشية لسان العرب
(وبعضهم يقول اهيا شراهيا مثل عاهيا، وكل ذلك تصحيف وتحريف. وإنما هو إهيا بكسـر الهمزة وسـكون الهاء وأشـر بالتحريك وسـكون الراء، وبعده إهيا مثل الاول. وهو اسـم من أسـماء الله جل ذكره. ومعنى "إهيـا أشــــر إهيـا" الازلي الـذي لم يزل. هكـذا أقرأنيـه حبر من أحبـار اليهود بعدن (وقال في المتن) معناه: ياحي ياقيوم بالعبرانية.
وللمحقق الشـــعراني هاهنا كلام جيد دقيق في هوامشـــه على شـــرح المازندراني لكتاب الكافي
(قولـه "من صــــفـات الرب" قـد ورد في التوراة الموجودة عنـد اهـل الكتاب ان موســى (ع) قال الله تعالى انا آتى الى بني اســرائيل واقول لهم ارسـلني إليكم آله آبائكم فان قالوا لي ما اسـمه ما اقول لهم؟ فقال الله لموسى "أهيه اشر أهيه" قد يصحف في كتب الادعية باهيا شراهيا، اي اكون الذي اكون وقال هكذا تقول لبني اســـرائيل اهيه ارســـلني إليكم يعني اكون ارســــلني "خروج 3 :14 "و هـذا من اعظم تعـاليم التوراة يشــــير الى انـه تعـالى عين الوجود ولا يمكن ان يحيط بحقيقتـه احـد و أيضاً اسمه عندهم يهوه اي يكون "ش").وعلي ما نقله الشـيخ الشـعراني يكون معني “أهيه اشـر أهيه“، التي تفيد معنى الــــ: كون، في الماضي والحاضر والمستقبل، أي الحي القيوم، الحي منـذ الازل وإلى الابـد والقيوم منـذ الازل وإلى الابـد. ولعـل هـذا هو على قول امير المؤمنين في الحرز المذكور، اســــم (ياهيا شراهيا)، مرادفا لسـم (حيا قيوما).
تعليقات
إرسال تعليق