/> العزائم ودلائل عدم حرمتها الجزء الاول

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

العزائم ودلائل عدم حرمتها الجزء الاول

ماهي العزائم

العزائم وهي كلمـات يقول أهـل هـذا العلم أن على كـل قبيلـة من الجن ملكا يضــبطهم عن الفســاد ويأمرهم وينهاهم وثم قالوا إن لكل نوع من الملائكـة أســــمـاء أمرت بتعظيمهـا، ومتى أقســــم عليهـا بهـا أطـاعـت، وأجابت وفعلت ما طلب منها فالمعزم يقســم بتلك الاســماء على ذلك الملك فيحضـر له القبيل من الجان الذي طلبه أو الشـخص منهم فيحكم فيه بما يريد.





الفخر الرازي وضـح فكرة العزائم والاسـتعانة بالجن في تفسـيره

يعدد أنواع السحر

(النوع الثالث من الســـحر: الاســـتعانة بالأرواح الارضـــية، واعلم أن القول بـالجن ممـا أنكره بعض المتـأخرين من الفلاســــفـة والمعتزلـة، أمـا أكـابر الفلاســــفـة فانهم مـا أنكروا القول بـه الا أنهم ســــموهـا بالأرواح الارضـية وهي في أنفسـها مختلفة منها خيرة ومنها شـريرة، فالخيرة هم مؤمنو الجن والشريرة هم كفار الجن وشياطينهم.

ثم قال الخلف منهم: هذه الارواح جواهر قائمة بأنفســها لا متحيزة ولا حالة في المتحيز وهي قادرة عالمة مدركة للجزئيات، واتصــال النفوس الناطقة بها أسـهل من اتصـالها بالأرواح السـماوية، الا أن القوة الحاصـلة للنفوس الناطقة بسـبب اتصـالها بهذه الارواح الارضـية أضـعف من القوة الحاصـلة إليها بسـبب اتصـالها بتلك الارواح السـماوية، أما أن الاتصـال أســهل فلان المناســبة بين نفوســنا وبين هذه الارواح الارضــية أســهل، ولان المشـابهة والمشـاكلة بينهما أتم وأشـد من المشـاكلة بين نفوسـنا وبين الارواح الســماوية، وأما أن القوة بســبب الاتصــال بالأرواح الســماوية أقوى فان الارواح الســــماوية هي بالنســــبة إلى الارواح الارضــــية كالشــمس بالنســبة إلى الشــعلة، والبحر بالنســبة إلى القطرة، والســلطان بالنسبة إلى الرعية.



قالوا: وهذه الاشــــياء وإن لم يقم على وجودها برهان قاهر فلا أقل من الاحتمال والامكان، ثم إن أصــحاب الصــنعة وأرباب التجربة شــاهدوا أن الاتصــال بهذه الارواح الارضــية يحصــل بأعمال ســهلة قليلة من الرقى والدخن والتجريد، فهذا النوع هو المسـمى بالعزائم وعمل تسـخير الجن).


الشـــيخ فتاح الشـــهيدي في شـــرحه على المكاســـب نقلاً عن أحد كتب السحر في علة تسمية العزائم والأقسام

(تسـمية ذلك بالعزائم و الاقسـام لعلها من جهة اشـتمال ما يسـتعان بها منها من الكلمات على قول السـاحر المسـتعين عزمت عليكم أو أقسـمت عليكم قـال في الكتـاب المـذكور في فصـــــل إعمـال الحـب و جلـب قلـب المرأة إلى الرجـل في الواحـد و الثلاثين من عزائم عمـل الحـب مـا هـذا لفظه عزمت عليكم يا أبا الليث ويا أبا المعتصــم و يا أبا فروة و يا أبا مـالـك و يـا أبـا نوس بـالـذي لا إلـه الا هو وعنـت لـه الوجوه إلى أن قـال لا مرجع و لا ملجـأ و لا منجر لكم... هيـا هيـا عجلوا عجلوا هيجوهـا هيجوها زلزلوها قلقلوها تلتلوها حتى تأتيه من ســـاعة ذليلاً مســـخر).

أدلة جواز قراءة العزائم

أولا: لا دليل علي حرمة العزائم

 اول دليـل اقيم على حليـة العزائم هو ان لا دليـل على حرمتهـا، قـال هـذا ابن الشاط في حاشيته علي الفروق للقرافي



(ولم يـذكر حكم العزائم في الشــــرع وينبغي أن يكون حكمهـا حكم الرقى إذا تحققت وتحقق أن لا محذور في تلك الالفاظ).



وابن حسـين المكي المالكي في حاشـيته المسـمى” تهذيب الفروق“ نقل هذا الكلام عن ابن الشاط مع تأييد ضمني منه، حيث قال



(وصــححه ابن الشــاط الا أنه قال، ولم يذكر حكم العزائم في الشــرع وينبغي أن يكون حكمهـا حكم الرقى إذا تحققـت وتحقق أن لا محـذور في تلك الالفاظ فافهم).

ثانياً: العزائم في كلام اهل البيت عليهم السلام

يمكن ان يـدعي ان العزائم وردت في كلام من يقتـدى بـه، وهم اهـل البيت (ع) ومن هذه الروايات.

الأولى: ما رواه ابنا بسطام

روى الحســين بن بســطام وأخوه عبد الله في كتاب طب الائمة (ع)


(احمد بن بدر عن إسـحاق الصـحاف عن موسـى بن جعفر (ع) قال: يا صـحاف قلت لبيك يا ابن رسـول الله قال إنك مأخوذ عن أهلك؟ قلت بلى يا ابن رســـول الله منذ ثلاث ســـنين قد عالجت بكل دواء فو الله ما نفعني قال يا صـــحاف أفلا أعلمتني؟ قلت يا ابن رســـول الله واما خفي علي أن كل شـيء عندكم فرجه ولكن أسـتحييك قال ويحك وما منعـك الحيـاء في رجـل مســــحور مـأخوذ؟ أمـا إني أردت أن أفـاتحـك بذلك قل بســـم الله الرحمن الرحيم أذرئكم أيها الســـحرة عن فلان بن فلانة بـالله الـذي قـال لأبليس اخرج منهـا مـذؤمـا مـدحورا اخرج منهـا فمـا يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصــاغرين أبطلت عملكم و رددت عليكم ونقضــــته بأذن الله العلي الاعلى الاعظم القدوس العزيز العليم القديم رجع سـحركم كما لا يحيق المكر السـيئ الا بأهله كما بطل كيد السـحرة حين قال الله تعالى لموسـى صـلوات الله عليه ألق عصـاك فاذا هي تلقف مـا يـأفكون فوقع الحق وبطـل مـا كـانوا يعملون بأذن الله أبطل سـحرة فرعون أبطلت عملكم أيها السـحرة ونقضـته عليكم بأذن الله الذي أنزل ولا تكونوا كالذين نسـوا الله فأنسـاهم أنفسـهم وبالذي قال ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسـوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هـذا الا ســــحر مبين و قـالوا لو لا أنزل عليـه ملـك ولو أنزلنـا ملكـا لقضـــي الامر ثم لا ينظرون و لو جعلناه ملكا لجعلناه رجال و للبســـنا عليهم ما يلبســون وبأذن الله الذي أنزل فأكلا منها فبدت لهما ســوآتهما فـأنتم متحيرون ولا تتوجهون بشــــيء ممـا كنتم فيـه و لا ترجعون إلى شيء منه أبدا قد بطل بحمد الله عملكم وخاب سعيكم ووهن كيدكم مع من كان ذلك من الشــياطين إن كيد الشــيطان كان ضــعيفا غلبتكم بأذن الله و هزمت كثرتكم بجنود الله وكسـرت قوتكم بسـلطان الله وسـلطت عليكم عزائم الله عمي بصـركم وضـعفت قوتكم وانقطعت أسـبابكم و تبرأ الشـيطان منكم بأذن الله الذي أنزل كمثل الشـيطان إذ قال للإنسان اكفر فلمـا كفر قـال إني بريء منـك إني أخـاف الله رب العـالمين فكـان عـاقبتهمـا أنهمـا في النـار خـالـدين فيهـا وذلـك جزاء الظـالمين وأنزل إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسـباب و قال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمـالهم حســــرات عليهم ومـا هم بخـارجين من النـار) الى اخر الحديث...




ففي قوله (ع): (ســلطت عليكم عزائم الله) دلاله على وجود عزائم واطاعة عالم الجن لهذه العزائم.


الثانية: عزيمة الامام علي عليه السلام على جن وادي صبرة

وهي عزيمـة اقســــم بهـا امير المؤمنين علي بن ابي طـالـب (ع) على الجن الذي يســـكن في وادي صـــبرة، جاء في اصـــل زيد الزراد



(زيد قال سـئلت ابا عبد الله (ع) فقلت الجن يخطفون (يخنقون) الانسـان فقال (ع) ما لهم الى ذلك ســـبيل لمن تكلم بهذه الكلمات إذا امســـى واصــــبح: يا معشــــر الجن والانس إن اســــتطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان.

لا ســلطان لكم علي ولا على دارى ولا على اهلي و لا على ولدى يا ســكان الهواء ويا ســكان الارض عزمت عليكم بعزيمة الله التي عزم بها امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) على جن وادي الصــبرة ان لا سبيل لكم علي ولا علة شيئي من اهل خزانتي.

يا صـالحي الجن ويا مؤمني الجن عزمت عليكم بما اخذ الله عليكم من الميثـاق بـالطـاعـة لفلان ابن فلان حجـة الله على جميع البريـة والخليقـة وتسـمى صـاحبك ان تمنعوا عني شـر فسـقتكم حتى لا يصـلوا الي بسـوء اخذت بسمع الله على اسماعكم وبعين الله على اعينكم وامتنعت بحول الله وقوتـه عن حبـائلكم ومكركم ان تمكروا يمكرا بكم وهو خير الماكرين.




وجعلت نفسـي واهلي وولدي وجميع خزانتي في كنف الله وسـره وكنف محمـد بن عبـد الله (ص) وكنف امير المؤمنين علي ابن ابي طـالـب صــــلوات الله عليـه مـا اســــتترت بـالله وبهمـا وامتنعـت بـالله وبهمـا واحتجبت بالله وبهما من شـر فسـقتكم ومن شـر فسـقة الانس والعرب والعجم فان تولوا فقـل حســــبي الله لا إلـه الا هو عليـه توكلـت وهو رب العرش العظيم لا سـبيل لكم ولا سـلطان.




قهرت سـلطانكم بسـلطان الله وبطشــــكم ببطش الله وقهرت مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم وســلطانكم وبطشــكم بســلطان الله وعزه وملكه وعظمته وعزيمته التي عزم بها امير المؤمنين صـــلوات الله عليه على جن وأدي الصــــبرة (البصــــرة) لمـا ان طغوا وبغوا وتمرد وافـاذ عنوا اذلـة صـاغرين من بعد قوتهم فلا سـلطان لكم ولا سـبيل ولا حول وال قوة الا بالله العلي العظيم).

تعليقات