/> النظريات الباراسايكوفيزيائية

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

النظريات الباراسايكوفيزيائية

الباراسايكوفيزيائية

يشير هذا الموضوع الى مجالات التفاعل الافتراضية بين المستوى الباراسايكولوجي والمستوى البارافيزيائي والقائمة على التشابه بين ساي البارافيزياء وساي الباراسايكولوجي ذلك التشابه الذي يتضح في المستوى الطاقوي الدقيق للعالم وهي تنطوي على نظرية في التفاعل الثنائي العقلي - الجسمي على مستوى أدق من المستوى الفسيولوجي قد تُسوّغ وجود بعد بارا فسيولوجي.



إن التفاعلات الميكانيكية الكمية لحقول ساي الفيزيائي (Physicists Pei) التي تشغل وظيفة مهمة في نظرية القياس يشوبها غموض وتجريد في التفسير، وهي  في هذا الأمر، تشبه ساي الباراسيكولوجي (Parapsychologists Psi) ، المقصود بساي الفيزيائي هو تأثير الملاحظ على وسيلة القياس أو الموضوع المقاس وساي الباراسيكولوجي هي القوة الباراسيكولوجية المؤثرة والتشابه المقصود هو بين تأثير الملاحظ على نظرية القياس ونتائجه وبين تأثير القوى الباراسيكولوجية على الأشياء الخارجية.


وتلك التفاعلات الكمية لساي الفيزيائي أو الباراسيكولوجي ليست مادية تماماً، وهي موصوفة في الوقت الراهن بمعادلات أساسية ومهمة في ميكانيكا الكم، وهذه المعادلات لا تصف حركة الكتل، بل تنظم سلوك حقول مجردة جداً، وهي  على كل حال  ليست حقولاً مادية، وغالباً ما تكون غامضة كالجذر التربيعي للاحتمال.


وانبثقت من تلك الدراسات أيضاً فكرة أنه لا يمكن أن يكون هناك ارتباط سببي بين حدثين في نقاط مختلفة من المكان، إذا كان الحدثان مستقلين عن المسافة التي يمكن أن يقطعها الضوء ضمن الزمن المستغرق بين الحدثين وهذا يعني يجب أن توجد سببية من نوع آخر وهذا هو معنى السببية في الفيزياء الحديثة، فهي ليس لها حد حقيقي لما يحدث فعلاً في العالم، فإذا افترضنا صحة ذلك المبدأ فسوف لا تكون لدينا حدود فعلية في دراستنا للإدراك فوق الحسي وحوادث خارقة أخرى فالتقييدات التي تفرضها النسبية تتضمن أن تكون في متناول ملاحظتنا بالتقنيات المتاحة حالياً وأن مبدأ السبية كما هو معروف الآن من لدن رجل الفيزياء  عديم الأهمية  تقريباً  بالنسبة للأحداث الخارقة.


وفي هذا الإطار تتجاوز مستوى الفيزياء الاعتيادية، ونتعامل مع أسس البناء الدقيقة للعالم والموضوع هو دقائق الطاقة، وليس المادة إذ إنَّ المادة مجرد تركيب رياضي لتلك الدقائق ، ولذلك ؛ يمكن تحول أحدهما إلى الآخر ولكن تحول المادة إلى طاقة يُعدُّ في دائرة الإمكان العلمي النظري، ولذلك؛ فإنَّ معادلة أينشتين ذات شقين:

الأول منهما يُعبر عن دائرة الإمكان العملي C2 E=m x
والشق الثاني يُعبر عن دائرة الإمكان النظري وهو/  M = E


ويمكن أن ينعكس ذلك التصور على العلاقة بين العقل والجسم، فيكون العقل انبثاقاً عن ارتقاء جوهري، وليس حاصل انبثاق لتركيب مادي في الجسم. فإذا كان الجسم يرتقي وفقاً لحركة ميكانيكية ظاهرة فإنَّ العقل يرتقي وفقاً لحركة جوهرية غير مباشرة  ولذلك  لا يمكن رد العقل إلى ارتقاء جسمي فحسب، بل إلى ارتقاء ثنائي (إذ لا يستقيم الارتقاء الجسمي والعصبي ويتكامل من دون رد فعل متبادل ومتسلسل مع البناء النفسي والعقلي). كما أن التفاعل مع البيئة الخارجية لا يستقيم من دون انسجام وتناغم بين التركيب العصبي والبناء النفسي والعقلي.


وفي ذلك الإطار الفيزيائي الدقيق افترض موريس ديراك أنه بالإضافة إلى مستوى الطاقة الإيجابية فإن الفضاء مملوء ببحر لا قرار له من الإلكترونات ذات الكتلة السالبة، والتي هي خارج حدود تصور الإنسان. فإذا دفعنا الجسيم ذي الكتلة السالبة إلى أمام فإنه سيندفع إلى الوراء، وإذا ما نفخنا عليه يندفع إلى داخل رئتينا بدلاً من أن يبتعد عنا  ولأن المكان ملاء فلا يحصل تفاعل بين هذه الجسيمات السالبة ولكن عندما تصطدم أشعة كونية عالية الطاقة بأحد هذه الإلكترونات الشبحية، وتنتقل إليها جزءاً من طاقتها ، فسوف ينتج عن ذلك خروج الإلكترون الشبحي من البحر، ليتحول إلى إلكترون اعتيادي ذي كتلة وطاقة موجبتين، ولكن سوف تكون هناك فجوة في البحر الذي كان فيه الإلكترون. وتنبأ ديراك سنة 1931 أنَّ الفجوة في المحيط الكوني هو جسيم من نوع جديد سماء الجسيم المضاد. وبعد عام من ذلك ؛ اكتشف كارل دي أندرسون هذا الجسيم عندما كان يدرس مسار الإلكترونات للأشعة الكونية في المختبر ، فاكتشف أن الإلكترونات عندما تخترق حقلاً مغناطيسيا جاساً يرتد بعضها في اتجاه معاكس للاتجاه الذي تتبعه الإلكترونات الاعتيادية ذات الشحنة السالبة، وافترض أندرسون أن هذه الإلكترونات ذات شحنة موجبة أطلق عليها اسم (البوزيتورنات).


ووضع فاينمان مخططاً آخر لا يقل صعوبة، فالجسيمات وفقاً لذلك المخطط  يمكن أن تتحرك إلى الأمام أو الوراء، أما البوزيترون الذي يتجه نحو المستقبل مثلنا؛ فإنه ينتهج سلوكاً مطابقاً لإلكترون يرحل إلى الماضي، وهذه الانقلابات الزمنية قصيرة الأمد ؛ لأنَّ الجسيمات المضادة في عالمنا قصيرة العمر.


والمثال الآخر تبرزه الرسوم البيانية للإلكتروديناميكا الكمية لـ (فاينمان) التي تظهر فيها النتيجة قبل السبب  بافتراض أن النواة تنفجر قبل أن تصل إليها القذيفة (الفُوتُويَّة) والتفسير الصحيح لتلك الرسوم هو أنها لا تظهر ارتباطاً سبباً في تلك الحالات، لأن الانفجار يحدث للنواة باحتمالية محددة (صغيرة جدا) وبشكل تلقائي قبل وصول القذيفة (الفُوتُون)، والتتابع السببي هنا زائف؛ لأن آخر بوزترون منبثق من الانفجار) يتصادم مع الإلكترون المار قُرب النواة في فعل إلغاء متبادل (Mutual Annihilation) وهذه الفرضية تجعل الزمن متعدد الأبعاد، وتجيز الانتقال المرتد (التراجعي) للزمن، وتجعل الفواصل الإيجابية في بعد واحد من الزمن، تصبح سلبية (النتيجة قبل السبب في بعد آخر، وهذا يصلح كإجراء نظري للإدراك المسبق (التنبؤ).


واستناداً إلى مخططات فاينمان تلك، افترض أدرين دويس بعداً ثانياً للزمن، لتفسير التخاطر والإدراك المسبق (التنبؤ)، واستفاد - أيضاً - من أبحاث السير جون أكلس (عالم الفسيولوجيا العصبية) عن تأثير الإرادة على العمليات الدماغية، إذ ذهب أكلس إلى أن المعلومات من الناحية الفسيولوجية - تتواجد على شكل نقط متوزعة انفرادياً على العصيبات الفردية الهائلة في لحاء المخ، وإذا نظرنا إليها وهي مجزاة فلن تُعطي معنى محدداً ولذلك، افترض أكلس مفهوم الذهن ذاتي الوعي (Self Conscious mind) الذي يقوم بتوحيد المعلومات المتناثرة في اللحاء، ليكون منها بنية  معلوماتية ذات معنى أما العمليات العصبية بذاتها ؛ فلا تُقدم وحدة متكاملة من المعلومات؛ بل أشتاتاً متفرقة غير ذات معنى في حين أن وحدة العالم الفيزيائي الموعى بها تُعزى إلى عمل عقلي قصدي، وهو ما ينتجه الذهن ذاتي الواعي بسبب سيطرته على الطواقم العصبية المنتشرة في لحاء المخ.


ولما كان الذهن ذاتي الوعي (وهو مرادف لمفهوم الإرادة) يستطيع التأثير على الطواقم العصبية للدماغ، فإن هذا دفع أكلس إلى الافتراض بأن الإدراك فوق الحسي وتحريك الأشياء عن بعد يتضمن حركة مرور بطريقين، بين العقل والمادة، وحركة مرور مباشر بين عقل وآخر ويعتقد أكلس أن ظواهر الإدراك فوق الحسي والتحريك النفسي هي مظاهر ضعيفة وغير اعتيادية للمبدأ نفسه الذي يتيح لإرادة الشخص التأثير على دماغه المادي، ويُتيح للآخر أن يفرز الخبرات الواعية. واستناداً إلى ذلك ؛ اقترح دويس أن حامل هذه التأثيرات في حركتها المرورية بين العقل والمادة، أو بين عقل وآخر هو (البوزيترون)، الذي يستطيع إثارة رد فعل متسلسل من الأحداث العصبية عند ارتباطه بالأعصاب ذات التوازن الحرج في الدماغ.

تعليقات