الفراسة
ذكر أرباب اللغة أنّ الفراسة - بكسر الفاء - اسم من التفرّس وهو التوسم، فيقال تفرّس منه الشيء إذا توسمه، والفراسة إدراك الباطن .قال ابن منظور الفراسة بالكسر هي بمعنيين :
أحدهما : ما دلّ ظاهر الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس .
والثاني : نوع يُتعلّم بالدلائل والتجارب والخلق والأخلاق فتعرف به أحوال الناس.
وللفراسة لفظ آخر وهو التوسم وتعني التفرّس بمعنى التثبت والنظر وإعمال الحدس الصائب في الأمور والفراسة من العلوم الشريفة القديمة الحقة وكان أعلم الناس بها الخضر عليه السلام ، وكان علمه به سبباً لوجود موسى عليه السلام تلميذاً له،
وهذا ما صرح به الحديث النبوي الشريف، عن النبي أنه قال علم الله تعالى سبعة نفر سبعة أشياء:
آدم الأسماء كلّها والخضر علم الفراسة، ويوسف علم التعبير، وداود صنعة الدروع، وسليمان منطق الطير، وعيسى التوراة والإنجيل، ومحمد صلى الله عليه واله علم الشرع والتوحيد والحكمة.
فعلم آدم كان سبباً في سجود الملائكة له والرفعة عليهم، وعلم الخضر كان سبباً لوجود موسى تلميذاً له وقد أشار القرآن الكريم إلى الفراسة قال تعالى : (وإِنَّ فِي ذَلِكَ لايات المتوسمينَ ).
قال الإمام أبو جعفر عليه السلام في تفسيرها: «هم الأئمة ، قال رسول الله صلى الله عليه واله : اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في تفسير قوله تعالى : (و إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتِ لِلْمُتَوَسَمِينَ) (هم المتفرسون ).
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : في التفرس فقال : لا تجدوا في أربعين أصلع رجل سوء، ولا تجدوا كوسجاً(الكوسج ناقص الإسلام) رجلاً صالحاً، وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح).
وعنه عليه السلام : الطرش في الكرام والهوج في الطوال والكيس في القصار والنبل في الربعة وحسن الخلق في الحول والكبر في العور والبهت في العميان والذكاء في الخرس.
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في تفسير قوله تعالى : (و إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتِ لِلْمُتَوَسَمِينَ) (هم المتفرسون ).
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : في التفرس فقال : لا تجدوا في أربعين أصلع رجل سوء، ولا تجدوا كوسجاً(الكوسج ناقص الإسلام) رجلاً صالحاً، وأصلع سوء أحب إلي من كوسج صالح).
وعنه عليه السلام : الطرش في الكرام والهوج في الطوال والكيس في القصار والنبل في الربعة وحسن الخلق في الحول والكبر في العور والبهت في العميان والذكاء في الخرس.
روي أنه خَرج عليُّ بن أبي طالب عليه السلام يريد الخوارج إذ أقبل رجل يركُض حتّى انتهى إلى أمير المؤمنين عليّ ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين البُشرى ! قال : هات ما بُشراك ؟ قال : قد عَبر القوم النهروان لما بلغهم عنك ، وقد مَنَحَكَ الله أكْتافَهم ، فقال : الله لأنت رأيْتَهُم قد عَبروا ؟ فقال : والله لأنا رأيتُهم حين عَبروا ، فحلّفه ثلاث مرّات في كلِّ ذلك يَحْلِفُ له ، فقال له أمير المؤمنين : كذَبْتَ والّذي فَلَقَ الحبّة وبرأ النّسَمَة ما عبَروا النهروان ، ولن يبلغوا الأثلاث ولا قصْر بُوران ، حتّى يَقْتُلُهُم الله على يَدَيَّ ، لا ينَجُو منهم تمام عشرة ، ولا يُقتَلُ مِنّا عشرة : عهداً معهوداً ، وقدراً مَقْدوراً وقضاء مقْضِيّاً ، وقد خابَ مِنَ افْتَرى.
وعلى كل فإنّ الفراسة الكاملة الحقة التي ليس لها نصيب من الخطأ والزلل وعدم الإصابة فهي للأئمة وهي تأتي عبر الإلهام الإلهي، أما باقي الناس فإنّهم يتفرّسون بقدر ما في قلوبهم من إيمان وتقوى وورع ويمكن القول: إن التفرّس المشار إليه في الآية والخبر أشبه بالمكاشفات الغيبية ولا يختص بالأخلاق والسجايا بل يجري في معرفة الحقائق الأخرى، هذا في التفرّس عن طريق الإلهام، أما التفرس بالعلامات والأشكال والألوان فهو معرّض للخطأ وعدم الإصابة ولا يعوّل على هذا القسم من الفراسة كطريق معرفة باطن الإنسان وسجاياه.
وقد ذكر أرباب هذا العلم علامات إن وجدت في الإنسان فهي تدلّ على باطنه وهي إما مأخوذة من التجربة أو قياساً على الحيوانات، وقد ذكر أرباب هذا العلم أنه نحكم على واسع الصدر وغليظ المنكبين بالشجاعة وذلك قياساً على الأسد فإنّه كذلك، ولم يجعل هاتين العلامتين دليلاً على الكرم مع أنّ الأسد كريم وذلك لأنّ النمر يتصف بهما وهو شحيح وشجاع، لذا قال أرباب هذا العلم بأنّه يلزم للمتفرّس بهذه العلامات الآتية أن ينظر في تركيبها ولزومها ومشاركتها بشكل دقيق، ولا تغفل عما قلناه من أنّ هذا القسم من الفراسة معرّض للخطأ وعدم الإصابة.
تعليقات
إرسال تعليق