الكهرمان أو العنبر
ترجع كلمة العنبرة إلى شخص عربي اسمه عنبر (Mmber) وهو أول من عرف هذا الحجر وقيمه. وأما كلمة «الكهرمان فمشتقة من كلمة (أمبير»، والتي تعني سريع الاختراق. وسمى الإغريق القدماء الكهرمان الإلكترون (Electron)، لأنهم عندما حكوا الكهرمان بالقماش أصبح مشحوناً كهربائياً وجذب ، قطعاً. صغيرة من الذرات. والكهرمان من أشهر الأحجار الكريمة بالرغم من أنه لا يتكون من المواد المعدنية، بل يعتبر من المواد النباتية (العضوية)، فهو أحافير من مادة راتنجية لزجة، أفرزتها أجسام الأشجار القديمة، معظمها من شجر الصنوبر، وشجر السرو وشجر الأرز، كانت هذه الأشجار في الغالب تفرز هذه المادة حماية لنفسها من الحشرات التي تتغذى على أخشابها . وينساب ذلك السائل اللزج على جذع الشجرة ليسد الثقوب التي أحدثتها الحشرات، وبمرور الزمن تسقط بعض هذه الأشجار نتيجة العواصف والعوامل الطبيعية، والبعض يدفن في رواسب لينة في قاع تجمعات مائية ضحلة، والراتينج أو السائل اللزج الذي أفرزته الشجرة ليسد الثقوب يجف، وبعد ذلك يمر بسلسلة من التطورات والتغيرات يتحول إثرها إلى مادة مثل البلاستيك لا ينفذ منها الماء أو الهواء، ثم يتحول إلى كتلة من الكهرمان.
وقد عرفه (القزويني) في كتابه عجائب المخلوقات) بقوله: (وهو حجر أصغر مائل إلى البياض وربما كان إلى الحمرة، ومعناه جاذب التين لأنه يجذب التين والهشيم إلى نفسه، وهو صمغ شجر الجوز الرومي).
ألوان الكهرمان
تتراوح الألوان الرئيسية للكهرمان ما بين الأصفر الباهت، وهو الأكثر شيوعاً، إلى البني، والبرتقالي، والليموني والأبيض اللبني، والأسود، إلا أن الأحمر والأزرق والأخضر نادرة جداً. ومن أثمن وأندر أنواعه اللون الأزرق.
العناية بالكهرمان
الكهرمان يتطلب عناية خاصة، ويجب ألا يتعرض أبداً لدرجات الحرارة، سواء حرارة عالية أو منخفضة، فالكهرمان يحترق ويتغير لونه ويسقط مسحوقاً ناعماً. كما يجب الابتعاد عن الأحماض حيث لا يتحمل القلويات ولا المحاليل القلوية السيانورية ولا الأمونياك ولا الكحول، كما يجب حفظه في مكان منفصل عن الأحجار الكريمة الأكثر صلابة، لأن هذه الأحجار الكريمة تخدشه وتتلفه عند الاحتكاك به.
تواجده
تعتب ومنطقة بحر البلطيق موطناً للكهرمان منذ ٣٠ مليون سنة، كما يوجد على سواحل الترويج والدانمارك المطلة على بحر البلطيق. وقد عثر الصياد: (ايجيل هنس) ١٩٦٩م على أكبر قطعة كهرمان وتزن ١٠,٥ كجم على ساحل الدانمارك.
ويستخرج الكهرمان بكميات كبيرة من الأراضي في أوروبا الشمالية التي تحيط ببحر البلطيق والشمال، كما تعد جمهوريتا الدومينيكان والمكسيك اللاتينية من أقدم مصادر الكهرمان، حيث اكتشفت قطعة كهرمان يعود تاريخها إلى ٤٠ مليون سنة. وتملك أمريكا الوسطى تراكمات طبيعية مهمة من الكهرمان ومن مواد أخرى. وأفضل أنواعه تلك التي تم العثور عليها في الكاريبي. كما أن هناك مصادر أخرى للكهرمان وهي بورما، وألمانيا، وإيطاليا والصين وكندا، والاتحاد السوفيتي، وصقلية.
الكهرمان الأسود (جت)
الكهرمان الأسود عضوي وهو يمثل الفحم تكون من بقايا الخشب المغمور في المياه الراكدة منذ ملايين السنين وبعد ذلك تماسك وتحجر بفعل ضغط الدفن. وهو أسود أو بني داكن، ولكنه يحوي شوائب من البيريت لها لون نحاسي وبريق معدني. وعادة ما يتم صقله وتقطيعه جيداً. وإذا تم حرقه أو لمسه بواسطة إبرة ساخنة تخرج منه رائحة الفحم المميزة.
تواجده
تدل الدلائل على أن الكهرمان الأسود كان يستخرج منذ عام ١٤٠٠ قبل الميلاد. وقد تم العثور على قطع مشغولة من الكهرمان في عصور ما قبل التاريخ الدفينة وأنشاء الاحتلال الروماني للجزر البريطانية كان يتم شحن قطع مشغولة ومرصعة بالكهرمان الأسود إلى روما وربما يكون أهم مصدر تاريخي له هو مدينة في يوركشاير بإنجلترا والتي تعتبر المصدر الرئيس لكل الكهرمان الأسود الذي كان يستخدم في الحداد منذ القرن التاسع عشر وأثناء هذه الفترة كان استخراج الكهرمان وتصنيعه هو المصدر الرئيس لعوائد المدينة ويوجد الكهرمان أيضاً في إسبانيا، وفرنسا وألمانيا، وبولندا، والهند، وتركيا، وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، والصين والولايات المتحدة الأمريكية.
اشتهر الكهرمان كجوهرة حداد في القرن التاسع عشر بسبب لونه الداكن ومظهره المتواضع البسيط وكانت تصنع من مادة السبج للرهبان. وكان يعرف الكهرمان أيضاً باسم العنبر الأسود لأنه قد يسبب شحنة كهربية مثل العنبر وذلك عند حكه، وقد كانوا يعتقدون أن تراب الكهرمان عندما يتم خلطه بالماء أو العصير؛ فإنه تكون له فوائد وقدرات طبية وعلاجية.
تعليقات
إرسال تعليق