/> الرياضات والطاقة الروحية الجزء الاول

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

الرياضات والطاقة الروحية الجزء الاول

 الرياضات والطاقة الروحية

إلى مكتب المرجع الديني سماحة الشيخ محمد السند حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤال: انتشرت في الآونة الأخيرة علم الطاقة وتسمى أيضا ب(الريكي والأوشو)، ويدعون أن هناك طاقات غير مرئية للإنسان والكون، وأن لكل شيء، طاقة سلبة وإيجابية، وأن هناك أوقات للطاقة، وأشخاص لديهم القدرة على منح هذه الطاقة، البعض يتعالج يدعي أنه علاج وهناك من يدعي أنه على منع طريق من طرق العبادة فما هو موقف الدين منهم؟ وهناك منهم من يدعي اتصاله بالملائكة فهل هذا ممكن؟ وهل يفرق الحال إن كان للعلاج أو العبادة؟.



الجواب

غالب الرياضات الروحية لتلك الديانات التي تتخذ من غير الشرع هي أنماط رياضات روحية لا تشملها عمومات العبادات ولا عمومات آداب الترويض الروحي الوارد في الشريعة، بل بعض تلك الرياضات الروحية التي تشملها العمومات هي مشمولة لعمومات ناهية أخرى.


الرياضات الروحية الهندوسية أو البوذية أو الكنفشيوسية أو المشتقة منها كالسيخية والطاوية والشتوية وغيرها هي طقوس ومراسم مؤدية للارتباط الروحي مع أرواح الشياطين وأرواح الجن، وهي متنوعة ومتعددة الأسماء، وكثير منها والأكثر يظن أنها تنمية لقوى النفس الإنسانية وطاقاتها نظير التنويم المغناطيسي، بينما هي في الحقيقة تقوية للارتباط بالجن والشياطين، ومن خلال قوى وطاقات الجن والشياطين يتم كشف بعض المغيبات الأرضية ونحوها، ويخيل للمرتاض بالرياضات الشيطانية أنه يتواصل الملائكة قال تعالى:


(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ) سبإ 40 -41

وعذا بخلاف الرياضات الشرعية فإن نتيجتها كما قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) فصلت 30

وروى القمي في ذيل الآية عنه: ثم  ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا) قال على ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) قوله (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ) قال عند الموت (أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)  نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا - قال: كنا نحرسكم من الشياطين - وفي الآخرة أي عند الموت).

قد أثبت القرآن جملة من القدرات للجن والشياطين الخارقة للعادة، ولكنها لا تصل إلى الإعجاز الإلهي، وإن تخيل ذلك العقلية المتوسطة لعموم الناس:


الاقتدار على طي الأرض وعلى نقل الحمل الثقيل بالطي والقيام بأمور هندسية بديعة وزخارف في منتهى الجمالية كقوله تعالى: ( قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)  يقتدر على نقل وزن ثقيل من اليمن إلى فلسطين في عرض دقائق، وقال تعالى في أفعالهم لسليمان النبي: (وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ)  وقـال تعالى: (وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَن يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) و (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ).


تمكنهم من مراقبة بني آدم منذ الصغر حتى الممات ولا يمكن التخفي منهم، قال تعالى عن إبليس والشياطين: (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).


استراق السمع في السماء لمعرفة وقائع وأنباء المستقبل، قال تعالى: وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا  وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا) الجن 8-9 كما في قوله تعالى (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ) الحجر 16--18 وقال تعالى (يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء 223 وقال تعالى على لسان الجن ( وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبً) الجن 4--5.

تعليقات