/> الرياضات والطاقة الروحية الجزء الثاني

القائمة الرئيسية

الصفحات

اهم المواضيع

الرياضات والطاقة الروحية الجزء الثاني

الرياضات والطاقة الروحية

أثبت القرآن أن التواصل الروحي مع الشياطين إما عبر المعاصي أو عبر الطقوس اللواذ بهم وهو التوجه الروحي لهم عبر المراسم الشيطانية، هذا التواصل معهم يسبب تصرفات شر وسوء في بني آدم إن لم يحترزوا بطاعات الله تعالى.

  • سلطانة على الموالين لهم والطائعين لهم قال تعالى (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ) النحل 98--100

  • الارتباط والتواصل والتخاطر غير المحسوس بين الشياطين وبين اوليائهم من الانس قال تعالى (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) الانعام 121

  • التنزل، وهو نمط ونحو من الارتباط الروحي، قال تعالى (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ  تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) الشعراء 221 - 223

  • تعليم السحر لبني ادم قال تعالى (وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) البقرة 102

  • استهوائهم لبني آد أي تأثيرهم في هواهم قال تعالى ( قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ) الانعام 71

  • دفع بني ادم للمعاصي بخفاء واحتيال قال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) مريم 83

  • إرهاق بني آدم وإضعاف توازنهم الروحي العصبي بلجوء بني آدم للارتباط الروحي بهم قال تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) الجن 6  وقال تعالى ( فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ) الأعراف 30

  • الصد عن الطاعات لله تعالى والإضلال عن الهداية، قال تعالى (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) النساء 38  وقال تعالى (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ) الزخرف 36--39

أن الرياضات الروحية على ثلاثة أقسام

  1. الشرعية المؤدية للقرب الإلهي.
  2. الطقوس الشيطانية المؤدية للارتباط بهم، كالذي يفعله السحرة والكهنة.
  3. الممكن توظيفها لكلا الجانبين، كالزهد في الدنيا ورياضة قطع التعلقات النفسانية عن ميول الهوى وعن الأمور المادية

وأي كان نوعها ونمطها فإنها موجبة للولوج في الملكوت غاية الأمر أن ملكوت الطاعات والعبادات لله تعالى هو ملكوت نورائي عالي، بينما ملكوت الطقوس الشيطانية.


والخطير اللازم الالتفات إليه أن الرياضة الروحية أيا ما كانت هي  استعداد الروح لولوج الملكوت، فإن لم يكن بدلالة شرعية من الدين فلا محالة سوف يكون المرتاض والرائض الروحي في معرض سيطرة قدرات الأبالسة وجنودهم من الشياطين.


وقد دلت روايات المعراج المستفيضة على ذلك وأن بداية التوجه إلى الملكوت الأدنى بدءا كانطلاق إلى الأعلى تواجه الإنسان افتتان شديد موجبة للغواية أو الضلال أو الإخلاد إلى أرضى حضيض النفس والهوى، بل هذه الفتنة تظل قائمة حتى بعد الولوج إلى الملكوت الأعلى كما قال تعالى عن بلعم باعورا ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ) الأعراف 175--176.



ومما تقدم يتبين أن اتخاذ هيئات وآليات من الرياضات الروحية من غير الشريعة الغراء قد يوقع في الطقوس الشيطانية من حيث لا يشعر الذي يقوم بتلك الرياضة، نعم مجاهدة النفس بمقاومة الهوى وأنواع الشهوات والعصبيات وقوة الغضب وبقية النزوات الفانية، وعدم الاستجابة لصفات الرذيلة، والسعي الحثيث لإنشاء وبناء وزرع صفات الفضائل.

تعليقات